«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كولمبو، عاصمة سري لانكا (سرنديب) كما كان يسميها العرب. مدينة لها جذورها التاريخية مثل وطنها نفسه، تضرب في أعماق التاريخ عبر إرث حضاري يمتد لـ3000 سنة وبحكم كون جزيرة «سري لانكا» سيلان كما كانت تسمى في الماضي فهي زاخرة بالشواطىء الرائعة الجمال والتي تعتبر متنفسا لمئات الآلاف من سكان هذه الدولة التي اشتهرت بوجود مزارع الشاي، وعلى فكرة الشاي كان وراء الاستعمار البريطاني لهذه الجزيرة الثرية بتاريخها وإنسانها الذي يتحلى بصبر وتحمل شديد لمختلف التحديدات التي واجهته خلال الاستعمار أو الحرب الأهلية ما بين متمردي التأميل والقوات الحكومية التي امتدت لـ25 سنة وانتهت عام 2009م لصالح الحكومة.. والذي تتاح له الفرصة لمشاهدة هذه المدينة لن يستطيع أبدا خلال أيام معدودة أن يلم بكل ما تشتمل عليه من مظاهر حضارية وتاريخية أو حتى التجول في غاباتها وحدائقها وأسواقها الجديدة والقديمة أو حتى الاستمتاع بتذوق أطعمتها اللذيذة والتي هي امتداد للأطعمة الهندية المختلفة ولكن هناك بالطبع فرق كبير فلكل دولة أطعمتها المبتكرة والمتوارثة أبا عن جد. تجد ذلك في المطاعم الشهيرة في الفنادق الكبرى وهي كثيرة جدا بحكم كون «سري لانكا» بلدا سياحيا وفي ذات الوقت جاذبا لملايين السياح سنويا.. فهناك المطاعم المتنوعة وذات الأسعار المعقولة جدا في داخل أحياء المدينة القديمة فسوف تكتشف الطعام المحلي اللذيذ.. وبحكم أنني أزورها من أجل المشاركة في أحد المعارض فإنني بالطبع اهتممت كثيرا بالجانب الثقافي والتراثي كعادتي فكثيرة هي المعارض التشكيلية والمتاحف الزاخرة بالأعمال الفنية العظيمة والمتميزة والتي تعكس إبداع ابناء هذه الجزيرة الرائعة، فإنسانها مبدع وخلاق في مختلف المجالات، فربما تجد أحد العاملين في هذا الفندق أو ذاك هو فنان وموهوب بعد نهاية دوامه تجده يشارك في المعارض الفنيه بلوحاته، أو أنك تجده يعرض أعماله وإنتاجه في الحدائق وما أكثرها في «كولمبو» وغيرها من مدن هذه الجزيرة.. وحتى تستمع بزيارتك للعاصمة يفضل بين فترة وأخرى أن تتجول على قدميك في شوارعها وأسواقها لتكشف الكثير والكثير.. ورغم أن البرنامج الذي أعدته المنظمة التي قامت بتنظيم المعرض كان برنامجا حافلا بالفعاليات والزيارات فلم نستطع والحق يقال إن نلم بكل جمال وخفايا كولمبو وضواحيها وما تزخر به من أماكن سياحية وثقافية ومتحفية وتراثية. وعلى الرغم من تمسك السريلاكيين بتراثهم وحضارتهم إلا أنك تجد انفتاحا كبيرا على التطور العمراني في العالم، فبرزت في المدينة ناطحات السحاب العملاقة، وماذا بعد يعتنق أغلب السكان وهم من السنهاليين الديانة البوذية ويمثلون 69 % ، وتأتي بعدها الهندوسية وهم من التاميل 15 % ، ثم المسلمون 9 % ثم المسيحيون 7 %. واللغة الرسمية هي اللغة السنهالية ثم التاميلية، وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الثانية ويستخدمها كثير من الناس للتعامل مع السياح. وبصورة عامة هذه الجزيرة بحاجة إلى المزيد من رجال الدعوة الإسلامية للمساهمة في نشر الإسلام بين أبنائها.