يرى علماء النفس والتربية أن العملية التعليمية تكون أكثر فاعلية وجدوى عندما تتم مراعاة الإنسانيّة سواء بين المعلم وطلابه أو بين الطلاب مع بعضهم البعض.
فلابد أن يكون المعلم متفهماً ومراعياً لأي سلوك يقوم به الطالب، وأن يحلّل هذا السلوك تحت مظلّة الإنسانية، إن كان سلوكاً حسناً عززه، وإن كان غير ذلك قوّمه ووجّهه إلى السلوك الصحيح، وأن يُظهر المعلم اهتمامه بالطالب واحتواءه وتقبل أفكاره.
تواصل المعلم مع طلابه يزيد من دافعيّتهم نحو التعلم ونحو المادة العلمية، لذا يُفضّل أن يحاول دائماً سؤالهم عن آرائهم، ويبُيّن اهتمامه بها، ويُثني عليهم أمام زملائهم، وذلك ليُشعرهم بالفخر والرضا ويبثّ فيهم روح المنافسة كذلك، كما يجب أن يتجنّب نقدهم بطريقة لاذعة وخاصة على الملأ لِما في ذلك من أثر بالغ على روح الطالب وقد يخلق هذا النقد فجوة بين المعلم وتلميذه، ويُؤثر على تقبّل المادة العلمية، وبالتالي يتكون لديه اتجاه سلبي نحو المدرسة.
إن توكيل الطلاب بالمسؤوليات والمهام يُشعرهم بقيمتهم ومكانتهم، ويُكسبهم إمكانية الاعتماد على النفس التي سيحتاجونها في مستقبلهم العلمي والعملي، وذلك يتمّ عن طريق إعطائهم المجال للمشاركة والاندماج في الأنشطة والمواقف التعليمية وفي حل المشكلات المطروحة، وإتاحة الفرصة لهم للاكتشاف والابتكار، وذلك يشعرهم بالفرح والارتياح، ويبعد عنهم المشاعر السلبية، ويعززّ لديهم المشاعر الإيجابية التي تدفعهم نحو التعلم وتجعلهم أكثر تركيزاً واندماجاً أثناء العملية التعليمية، وبالتالي، يزيد ذلك من تحصيلهم الدراسي وإنتاجهم المعرفي، وبذلك يتمّ تحقيق الغاية الأسمى وهي شغف التعلمّ.
فلا تنسَ يا أخي المعلم ويا أختي المعلمة أنهم أبناؤك، وأنت لهم القدوة والمثل الأعلى، وأنت لهم كالفانوس تنير لهم الطريق، فربما كلمة منك قد تغير عالمهم.