عماد المديفر
العيد.. فرحة وبهجة وسعادة.. وعيدنا في هذا الوطن الغالي، هو الأغلى والأسمى.. بقيادته العظيمة الحكيمة، وشعبه الوفي الأبي، وترابه الطاهر، وحضاراته الضاربة في عمق التاريخ. هذا الوطن الغالي بإنسانه العظيم، الشهم الكريم، الذي نشر العلم والأدب والحضارة.. والرسالة المحمدية الخالدة.. واللغة العربية الأصيلة.. والأخلاق العربية الماجدة الرفيعة.
أصل العروبة، ومنبع الإسلام.. وموئل أفئدة المسلمين بمختلف مشاربهم وتنوع مذاهبهم، حصنهم الحصين، وشرفهم الرفيع.. عزهم وفخرهم، ففي هذا البلد الطاهر.. العيد.. أعياد!.
عيد للفطر، وعيد للنصر، وعيد للمجد والفخر..
عيد للأمن والأمان، وعيد بقادتنا حكماء الزمان، وعيد على نعمة الإسلام..
إسلام صاف، نقي.. خال من الخرافات، تقي.. يعظم فيه أمر الله -جل شأنه، وتقدست أسماؤه وصفاته- ويعظم فيه أمر الإنسان.. وحق الإنسان.. وثقافة الإنسان.. وحضارة الإنسان.. وحرية الإنسان.. وترف الإنسان.. وفكر الإنسان.. أي إنسان كان.. دون تفريق ولا تمييز.. بل نشر للمحبة والتسامح والخير.. وتعاونٌ على التقوى والبر.. بلا حيد ولا ضير.
كل هذا بفضل الله تعالى، ثم بفضل صفاء نيتنا، وطهر سريرتنا، وتراحمنا فيما بيننا، والتفافنا ووحدة صفنا خلف ولاة أمرنا؛ فوفقنا -سبحانه- للخير، وأخذ بنواصينا للهدى والتقى والعفاف والغنى.. وجعلنا مباركين حيث ما كنا، فأكرمنا وأنعم علينا بقادتنا أعظم القادة، وأحكم القيادة.. ورزقهم من الحنكة والحكمة وبعد النظر.. والحزم والحسم وقوة العزم والجلد والصبر.. مالم نر له في هذا العصر مثيلاً، ثم هو سبحانه أمدنا بالخيرات.. فوجب علينا الشكر، والشكر لا يتم إلا بحمد المنعم، والحفاظ على النعم بقوة وعزم.. والوقوف صفاً واحداً لمواجهة ما يحيط بنا من مشاكل عاصفة، واستهداف للمنطقة العربية برمتها.. ونحن فيها موضع القلب من الجسد.. ونحن فيها المستهدف الأول والأخير.
أما وقد وضعت القيادة الحكيمة، رؤية واضحة جليلة، لمجابهة هذه الصعاب، مبنية على دراسات معمقة، وحكمة بالغة.. فوجب علينا جميعاً العمل معاً لتحقيق رؤيتنا للانطلاق نحو عصر نهضة جديد.. وفعل حضاري فريد.. يحقق للإنسان السعودي آماله.. وينجز له تطلعاته.. وهو ما سيصب في المحصلة لتحقيق قوة إضافية للعرب والمسلمين وللإنسانية جمعاء.
****
وضمن العمل الدؤوب، والسعي الحثيث الطلوب، رأينا مهندس رؤيتنا المستقبلية، وعرّاب تحولنا الوطني لكل ما فيه القوة والعزة والتمكين لهذا الإنسان السعودي الكريم، يزور أول ما يزور.. فرنسا الحليفة.. ذات التاريخ العريق.. والحضارة العظيمة.. والثقافة الإنسانية العميقة؛ لأهداف عدة، يأتي بمقدمها التعاون الثقافي، والتبادل الفكري، والتمازج الحضاري، والتكامل الإنساني.. فالحكمة ضالة المؤمن.. والتبادل الثقافي بين الحضارة العربية والإسلامية، والحضارة الفرنسية.. قديم، حيث كان الفرنسيون في مقدم الشعوب الأوروبية نهلاً من الحضارة العربية والإسلامية لتطوير الحضارة الأوروبية العظيمة.. واليوم نريد أن ننهل منهم، مسلطين الضوء معاً على حضارتنا في الجزيرة العربية، لنرتقي سويةً لتحقيق حضارة إنسانية مشتركة، لرفعة الإنسان.. ونماءه، واسعاده. وليس أعظم من إسعاد البشرية شيء.. وليس أعظم من التعاون على الرقي والتمازج الفكري والحضاري والثقافي شيء.
***
إن هذا التعاون الفكري والتنويري والحضاري والثقافي خير ما تجابه به قوى الشر والفتنة والظلام.. قوى الإرهاب والكراهية.. قوى القتل والدمار.. قوى التطرف والتناحر.. التي تعيش على «الفوضى الخلاقة».. والاحتراب الطائفي.. وصراع الأديان والمذاهب والحضارات.. وقد أجمع الباحثون، والسياسيون العارفون، ووكالات الاستخبارات الدولية، والمحاكم في عدة أقطار.. أن إيران «الولي الفقيه» هي منبع الكراهية والإرهاب.. وداعمه الأساس.. وأنها «تستخدم الإرهاب -السني قبل الشيعي- لتحقيق أهدافها السياسية، ومطامعها التوسعية».. وما احتلال «داعش» للموصل والفلوجة بتواطئ من قيادات عراقية عميلة، تابعة لـ«حزب الدعوة» النسخة الشيعية العراقية لتنظيم الإخوان المسلمين.. ثم انسحاب هذا التنظيم الإرهابي من الفلوجة برتل عسكري مكون من مئات العربات دون أن تضربه تلك الميليشيات الطائفية التي يقودها الإرهابي «سليماني»، وما كشفه مؤخراً القيادي الكردستاني حسين يزدان من قيام إيران بتدريب مجاميع داعشية على أراضيها، ونقلهم وتهريبهم لمناطق عراقية وسورية وليبية ومصرية، وتزويدهم بالأسلحة والعتاد، وما فعلته سابقاً من احتضان للقاعديين كالإرهابي «الزرقاوي»؛ إلا دليل على هذا التخادم الخبيث.. إنه تحالف الشر والإرهاب والتخلف.. في مواجهة تحالف الخير والحب والتحضر.