د.عبدالعزيز الجار الله
التعامل مع الأرقام قد يقودنا إلى رؤية جديدة ويدعم دراساتنا وأبحتنا, فقد أشارت المعلمات الإعلامية التي ذكرها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دكتور عبدالرحمن السديس: أن ليلة سبع وعشرين أدى فيها أكثر من مليونين ونصف المليون معتمر ومصلي, وذكر نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ دكتور محمد الخزيم أن زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف يتسع لأكثر من (107) آلاف طائف بالساعة, والتوسعة الجديدة تتسع لأكثر من مليون و600 ألف مصل بأدوارها وساحاتها كافة.
وذكر تقرير هيئة ووكالة الأنباء (واس): شهد أكثر من مليوني مصل من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين ختم القرآن الكريم ليلة التاسع والعشرين من رمضان.
هذه أرقام عن عدد الزوار والمصلين وعن استيعاب الوافدين إلى الحرم المكي في ليلة واحدة والمساحات المكانية التي تستوعب هذه الجموع, وهذا يحتاج إلى دراسة أكاديمية منهجية لا بد أن يتحصل عليها طلاب الهندسة وطلاب العمارة والتخطيط والاقتصاد والتسويق والاجتماع, وطلاب التصاميم الداخلية والحاسب الآلي وطلاب الطب والمسارات الصحية والإدارة إضافة إلى طلاب التاريخ والجغرافيا والحضارة الإسلامية والجيولوجيا والإحصاء.
مكة المكرمة في شهر رمضان الكريم وشهر ذي الحجة تصبح أكبر الحقول للدراسات التطبيقية في مجال ضخامة المباني المعمارية وطرز العمارة وإدارة الحركة البشرية والمرورية والتخطيط وجميع أوجه البحث العلمي الأكاديمي, لدينا (38) جامعة حكومية وأهلية ومئات الكليات وبرامج الدبلومات, لكننا لم نوظفها للقيام بالأبحاث والدراسات كما يجب, التي من المفترض توجه البحوث والرسائل العلمية لتوثيق هذا المشروع العظيم بقيمته الدينية والعلمية, والمساهمة في الحلول لمشكلات قديمة وطارئة سنويا ومتنوعة تحتاج إلى أفكار الجهات الأكاديمية, التي قد تجرى أبحاثها على مشروعات بعيدة عن بلادنا أو ليست من الأبحاث المؤثرة أو عديمة الجدوى.
ضخ في مكة المكرمة خلال العشر سنوات الماضية المليارات من الريالات فلا بد من الاستفادة من المعطيات التي أوجدها معمار الكعبة والحرم الشريف والاستفادة منها من خلال نظام إداري واقتصاد ومعماري متكامل عبر أبحاث أكاديمية تشرف عليها الجامعات.