فهد بن جليد
عيدكم مبارك، أسأل الله أن يجعلنا من المحظوظين البعيدين عن (المنَفِّسين) نتيجة أخطاء (الخياطين، والحلاقين) وأعوانهم، حتى لا ينقلب عيدك إلى (جلسة استماع) و(استجواب) حول شكل الثوب، أو اختلاف لون الصبغة، أو تعليقاً على (طلتك البهية) بعد تورم (خشمك) بفعل (ملاقيط التنظيف)؟!
من نعم الله أن الناس منقسمون في عيدهم، فهناك من يعتبر ساعات الصباح بعد الصلاة هي ذروة العيد، بينما آخرون يخالفونهم بأن فترة ما بعد العصر والمغرب هي الوقت الأنسب تمشياً مع ظروف رمضان.. وهذا ما يعطيك فرصة أكبر للانضمام لأي من الفريقين، المسألة لم تحسم مُنذ سنوات، والخوف أننا نعيش فترة انتقالية، ربما استبدلت كل ما سبق (بسنابة عائلية) أو (تويته جماعية) مُستقبلاً، تغني عن كل عادات الطيبين الذين قد ننضم لقائمتهم قريباً (دون أن نشعر) كوننا فقط نهتم بالعيد؟!
في كل سنة يُسجل مجتمعنا في صمت ازدياداً واضحاً لأعداد المهاجرين في العيد؟ سابقاً كان الشباب هم الذين يتسيدون المشهد بمحاولة التسحب (صباح العيد) بعد أن سجلوا حضورهم اللافت، من أجل المغادرة بهدوء نحو وجهاتهم، وعيّد ياسعيّد، ولربما شاهدت شاباً بملابس رياضية أو قميص صباح العيد، وكأن المسألة لا تعنيه، اليوم هناك أسر بأكملها تفضل السفر للخارج في هذا الوقت؟ فهم ينظرون للعيد بطريقة جديدة بعيداً عن المجاملات، فيستثمرون ميزانية ومصاريف (ملابس وخسائر وهدايا وقطات) جميع أفراد الأسرة للعيد، من أجل قضاء أيامه في الخارج تحت بند نحن أولى بكل هذه الخسائر، والغايب عذره معه!
قد تبدو المسألة مقبولة ومنطقية نوعاً ما (بلغة الأرقام)، ولكن ماذا عن العزلة الاجتماعية؟ وتأثير ذلك على الأبناء والبنات وباقي أفراد الأسرة؟ ونحن نعتبر أن العيد هو آخر معاقل (الاجتماع الأسري)، وآخر الحلول المُلزمة لرؤية بعضنا البعض في حياة تتعقد يوماً بعد آخر..؟!
كم هو صعب أن نفتش عن مقولة (ما نشوفك إلا من العيد للعيد) هي الأخرى، ولا نجدها..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.