«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يحتفل العالم العربي والإسلامي بعيد الفطر السعيد.. وأطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض نشاهد ابتساماتهم وضحكاتهم وفرحهم المرسوم على وجوههم البريئة. ضحكات تملأ العالم حولهم بهجة وسعادة وحبور.
هكذا هو العيد بالنسبة للأطفال. عيدية.. وحلويات. وملابس جديدة. تشرح صدورهم وصدورنا وتنسينا همومنا والأخبار التي تزعجنا رغم لحظات العيد.. فهناك مئات الآلاف من الأطفال اللاجئين والمنتشرين في العديد من الدول محرومين من الضحكات وتلك الابتسامات.. ولسان حال كل طفل يردد ما قاله المتنبي:
عيد بأي حال عدت ياعيد.. ألخ..
إنهم يتذكرون لحظات العيد عندما كانوا يعيشون في أوطانهم.. وبين أهلهم ومعارفهم.. يذكرون جيداً كيف كانت سعادتهم بالغة بسعة الأفق.. وهم يتسلمون العيدية من آبائهم وأعمامهم وحتى جيرانهم. الآن جيرانهم في الخيام حالهم حال.. فلا عيدية ولا مال. إلا ما تجود وتتكرم به بعض الدول كالمملكة والإمارات والكويت وقطر أو الجمعيات والمنظمات الدولية. لكنها على الأقل تشعرهم بأن هناك من يشعر ويحس بهم وبمعاناتهم..؟! وهكذا نجد أن الاطفال في بلادنا ولله الحمد يعيشون تحت ظلال شجرة الوطن الوارفة الظلال. الآمنة والمستقرة وبالتالي تنطلق وجوههم بالسعادة وتشرق بالأمل.
فرغم زحمة العمل والمسئوليات نجد الاباء والأمهات سعوا مبكرا بتوفير كل مان شأنه يسعد اطفالهم لا في العيد وإنما في كل الايام وهذا بفضل الله. الذي وهبنا وطننا أمنا مستقراً.. من هنا نجد أطفالنا ومنذ اللحظات الأولى لصباح يوم العيد. هناك من يصحبه والده لمصلى العيد أو الجامع لتأدية صلاة العيد.. كم هي لحظات لا يمكن التعبير عنها وأنت ممسك بيد والدك متجهين لصلاة العيد.. شعور فياض بالمشاعر والأحاسيس الإيمانية العميقة التي تشعرنا بقيمة فريضة الصيام وروعة العيد الذي يجسد الفرحة بأننا من المحظوظين الذين أنعم الله عليه بصيامه وقيامه وبعدها ها هو يعيش السعادة والبهجة والاحتفال بعيد الفطر المبارك.. عيد الفطر الذي هو مكافأة الخالق عز وجل لعبده المسلم الذي صام الشهر كله. فأهداه العيد. ليفرح به بعد شهر الصيام والقيام..
الأطفال أحباب الله يشعرون اليوم بل كل أيام العيد بأنهم جديرون بالفرح والبهجة والسعادة.. وهم يرفلون في ثيابهم الجديدة.. في غبطة وامتنان شاكرين الكريم المنان. على نعمة التي لا تعد ولا تحصى.. وإذا كان الطفل يخوض اليوم أول تجربة له بصلاة العيد. فهو سوف يتذكر هذه اللحظات إلى آخر العمر.. نعم، مازلنا ونحن الكبار نتذكر اول لحظات العيد ملابسنا.. (كشختنا) العطر الذي عطرتنا به أمهاتنا.. وأول عيدية حصلنا عليها.. كانت ذاكرتنا أيامها. أشبه بالاسفنجة التي امتصت المشاهد أيامها. فترسبت صورها داخل ذاكرتنا بصورة دقيقة.
مازالت محتفظة بها حتى اليوم.. لذلك نتذكر ضحكاتنا في العيد أيام الطفولة.. ضحكات لا أجل ولا أروع..؟!