سعد الدوسري
إثر التفجيرات الإجرامية المروّعة، فجر ومساء أول من أمس، كتبت في فضاء تويتر تغريدتين:
* البكاء على جرائم المتآمرين على وطننا، لن يجدي نفعاً.
علينا أن نفضح كل الذين برروا لثقافة التطرف والتكفير والعنف،
كل الذين صمتوا وتساهلوا.
*هيا يا أصحاب المواقف الرمادية؛
نريد أن نسمع أصواتكم هذه المرة،
فالجرائم التي كنتم تبررون لها، وصلت للمسجد النبوي،
كيف ستبررون ذلك؟!
وكان البعض يظنون أنني أطالب بنشر قائمة أسماء المبررين والصامتين والمتساهلين، وهذا ما لم أقصده ولم أفكر به، فليس من المعقول أن تقوم مواقع التواصل الاجتماعي بأدوار المراكز الأمنية. المقصود أن نقوم بواجباتنا تجاه استقرار بلادنا وحفظ أمنها، من خلال تفنيد خطاب التكفير والتطرف والعنف، وعدم التسامح مع من يبررونه ويتغاضون عنه ويصمتون أمام تجاوزاته.
لنعترف بالحقيقة التي لا يفضّل الكثيرون الاعتراف بها، وهي أننا أتحنا لشرائح واسعة أن تفسر لنا الدين، كما يتطابق مع مفهوم التطرف، على أساس أننا متمسكون بشريعتنا السمحة، ولم نفكر يوماً أبعد من ذلك. لم نفسح المجال لأنفسنا بالقراءة والاطلاع، بهدف الوصول إلى حقيقة هذه التفسيرات.
لنعترف بالحقيقة. نحن لا نقرأ عن ديننا شيئاً. تركنا الآخرين يقرأون ويفسرون ويوجهون، كما يحلو لهم، حتى لو كان هذا التفسير يتصادم مع المرجعية الدينية للبلاد. ولهذا السبب، وجد المتشددون من كل المذاهب، الفرصة سانحةً لتغذية شبابهم بالحس العدواني، تجاه بعضهم البعض، وتجاه وحدة وطنهم.
نحن مسؤولون عن ما حصل بالأمس،
وما يحصل اليوم،
وما سيحصل غداً.
لا مجال للتنصّل من مسؤولياتنا في مواجهة هذا الفكر الأخطبوطي المجرم، والذي نجح في إقناع الأبناء بنحر أمهاتهم وآبائهم وإخوانهم ووطنهم ودينهم، بكل دم بارد.