هاني سالم مسهور
انفضت مشاورات الكويت اليمنية بدون تحقيق تقدم يذكر، فبعد أكثر من شهرين لم يجد مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد كلمات تصف الجمود السياسي الذي حاول عبر مختلف القوى الدولية تذويبه حتى بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي عاد بخفي حنين من زيارته إلى الكويت، كل هذه الإرهاصات هي انعكاس كامل للواقع الميداني الذي شهد (استرخاءاً) منذ انطلاق مشاورات الكويت.
تحولت الأزمة اليمنية إلى عقدة سياسية تحتاج عملياً لعملية عسكرية نوعية ضد الحوثيين لإحداث خلل يمكن أن يحقق مكتسبات سياسية، كان بالإمكان تحقيق هذه المكتسبات لو نجحت قوات الشرعية في المحافظة على مكتسباتها الميدانية.
أسئلة تطارد كثيرا من متابعي الأزمة اليمنية، لماذا لم يتم نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.؟، ولماذا يحتفظ اليمنيون بازدوجية الانتماء القبلي والمذهبي حتى بعد أن كسر الحوثيون كل الأعراف والتقاليد..؟؟، لاشك أن أسئلة مثارة بهذه النمطية تضعنا أمام إجابات عسيرة قد تجد منافذ صحيحة للخروج الآمن من كل هذه الأسئلة الشائكة، وفي اليمن مئات ألوف من أسئلة أخرى في ظل انغماس اليمنيين في مستنقع الفساد السياسي.
من البديهي أن يصل اليمن إلى توقيت الحقيقة فلقد استمرت الأزمة من الانقلاب في 21 سبتمبر 2014م حتى اللحظة ليكتشف اليمنيين أن أربعة مليارات دولار كانت تمثل الرصيد في البنك المركزي قد استنزفه الحوثيون حتى بلغ إلى ما دون المائة مليون دولار مما يعني انهياراً اقتصادياً كاملاً، الوقوف على حافة الهاوية لا يعني عدم التفكير في مآلات كل ما تم اختراعه من فوضوية سياسية لم تكن في مقام «عاصفة الحزم».
من الجدارة اليوم أن يتوقف اليمنيون عند ما حصدته اليمن من مشكلات، ومن ما حصده جيران اليمن من تبعات، الجدارة اليوم أن يتخلص اليمنيون من كل تلك المماحكات التي لم تستنزف أحداً أكثر من استنزافها الشعب اليمني الذي يعاني مرارة الفساد السياسي ويحصد منه الجوع والفقر والجهل وانعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، المحصلة أن الشعب اليمني وجد عند جيرانه خاصة السعوديين ما لم يجده في وطنه من أمن واستقرار، ولهذا فإن كل الأسئلة المثارة في المقال تتطلب إجابات قاطعة.