شقراء - محد الحميضي:
في كل عام، ومع اقتراب الليالي الأخيرة من شهر رمضان، ينتشر الأطفال في الشوارع طلبًا للعيدية، وفي المقابل يفتح مجموعة من الأهالي أبوابهم بعد تزيينها بالأنوار والورود واللافتات التي ترحب بالأطفال بالحلوى بأنواعها ومبالغ نقدية وقسائم مشتريات من عدد من المحال. ففي شقراء يطلب الأطفال عيدية بترديد بعض الأهازيج عند أبواب المنازل المشرعة لاستقبالهم، وبعضهم وضعها في طاولات بجوار الباب تسهيلاً لمن يقدم إليهم من الأطفال، وذلك بوضع كميات كبيرة من أصناف الحلوى مرحبين بالأطفال، وهم في أحلى زينة ولباس. وكذلك الحال في أشيقر؛ فهناك ما يسمى بـ«التحلوي»؛ إذ يضع أصحاب المنازل المشاركة اللوحات على منازلهم وهي بأجمل شكل، ويجوب الأطفال الشوارع من بيت إلى آخر وهم يحملون الحلوى معهم فرحًا بقدوم العيد. وفي كل بيت يجدون الجديد والتجديد دائمًا كنوع من التغيير عليهم، وكسب حبهم وإسعادهم، وزيادة في فرحهم. وفي المقابل، يبدأ أهالي القرائن في (غسلة والوقف) من بعد صلاة العصر حتى بعد العشاء في استقبال الأطفال بما يسمى بـ«التشرط»؛ إذ يردد الأطفال عبارات طلب «الشرط» من أهل المنزل الذين يستقبلونهم بكل حب وترحاب، ويقدمون أصنافًا من الحلوى والهدايا ومبالغ نقدية، ومنهم من يقدم الهدايا من سياراتهم، وآخرون يقدمون المياه لهؤلاء، وغيرهم كثير ممن يبحثون عما يسعد هؤلاء الأطفال، وهم قد لبسوا جديدهم، وفرحوا بقدوم العيد في عرس طفولي جمعهم. ومما يميز هذا العام تضاعف المنازل المشاركة ومستقبليهم بها عن العام الماضي كثيرًا في كل من شقراء وأشيقر والقرائن، والجميع يقدم الكثير مما لديه من حلوى، جُهّزت مسبقًا؛ لتكون بأجمل شكل وأحلى منظر ومذاق لهؤلاء الضيوف من الأطفال الذين ينتظرون هذا اليوم بشوق كبير. كما أن الأجهزة الأمنية والمرور والهيئة ورؤساء المراكز يقدمون لهم التسهيلات والتنظيم دعمًا لهم، واستكمالاً لفرحهم.