القاهرة - مكتب «الجزيرة» - علي فراج:
أدان علماء الأزهر الشريف، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر التفجيرات الإرهابية التي وقعت مساء الاثنين الماضي، في كل من المدينة المنورة بالقرب من الحرم النبوي الشريف، وفي محافظة القطيف وفي مواقف سيارات في مدينة جدة مما أدى إلى استشهاد 4 من رجال الأمن وإصابة 5 آخرين ، معربين عن بالغ أسفهم من هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية التي تزامنت مع انشغال المسلمين بالعبادة في هذا الشهر الفضيل وفي هذه العشر الأواخر من رمضان المبارك، مشيراً إلى أن استهداف بيوت الله والمساجد ودور العبادة والمصلين بمثل هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة من أكبر الجرائم والموبقات التي حذّر منها ديننا، حيث أدان الأزهر الشريف بشدة التفجيرات الإرهابية التي تعرّضت لها المملكة العربية السعودية، وجدّد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تأكيده على حرمة إراقة دماء الآمنين والأبرياء، وحرمة بيوت الله وبخاصة المسجد النبوي الشريف الذي له المكانة العظيمة في قلوب المسلمين جميعاً، منددًا بمحاولات الإرهابيين والمتطرفين الزج بالمساجد في صراعاتهم، والوصول من خلال الاعتداء عليها لمآربهم وأفكارهم الخبيثة، خاصة في هذه الأيام الكريمة، التي توافق احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك في شتى بقاع الأرض.
وأكّد الطيب وقوف الأزهر إلى جانب المملكة في محاربة الإرهاب، والتصدي له حتى القضاء عليه واقتلاعه من جذوره، مطالبًا جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية بالوقوف صفًّا واحدًا ضد الإرهاب ومحاصرته في كل مكان.
وتقدّم الأزهر بخالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، كما يتقدّم بخالص مواساته لأسر الشهداء، داعياً الله - عزَّ وجلَّ- أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمنَّ على جميع المصابين بالشفاء العاجل. فيما أدان الدكتور شوقي علام، مفتى مصر، العمليات الإرهابية الخسيسة وأكّد علام أن هؤلاء الفجرة لم يراعوا حرمة الحرم النبوي الشريف ولا حرمة شهر رمضان المعظم وسفكوا دماء المسلمين ليعكروا فرحة العيد عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من أراد أهلَ المدينة بسوءٍ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء». وأضاف علام أن جماعات التطرف والإرهاب قد مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرَّمية، فهم يقتلون الأنفس التي حرّم الله، ويعتدون على حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمساجد التي يذكر فيها الله عزَّ وجلَّ. وأشار مفتي مصر إلى أن من يقومون بتلك الأفعال النكراء مفسدون في الأرض. كما أدان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، التفجيرات الإجرامية، مؤكّدًا أن استهداف منطقة الحرم النبوي الشريف هو استهداف للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الإرهاب الأسود يكشف كل يوم عن بعض الجوانب الخفية لوجهه القبيح. وقال وزير الأوقاف المصري إن هذه الأيدي الخبيثة التي طالت هذه البقعة المباركة وسفكت فيها الدماء يجب أن تُقطع، وعلينا أن نكون أكثر قوة من أي وقت مضى، وأن نكون يدًا واحدة، وأن نقف صفًا واحدًا، لقطع يد الجماعات الإرهابية واجتثاث الإرهاب الأسود من جذوره. فيما قال الشيخ خالد الجندي، من علماء الأزهر والأوقاف، تعليقاً على أحداث التفجيرات الأخيرة بالمدينة المنورة، إن وقوع هذا الاعتداء الآثم المجرم على شعائر الله وحرم نبيه صلى الله عليه وسلم يدل على أننا نتعامل مع فصيل أسوأ أخلاقاً من (إبليس) نفسه، فلم يحدث على مر التاريخ أن استطاع الشيطان أن يقترب من حرم نبيه الكريم بالاعتداء والترهيب، وأضاف «الجندي وها هو إبليس في محبسه برمضان يعجب من شياطين الإنس الذين سقطت من قلوبهم كل الحرمات واستهانوا بكل معاني القداسة والإجلال، وقد قلنا مراراً إن هؤلاء الخوارج وأحفاد القرامطة لن يُجدي معهم حوارٌ، ولن يثمر معهم دليلٌ ولا بُرهان.. هؤلاء ليس لهم إلا السلاح، ولن يقنعهم إلا القوة والردع. كما ندد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، بالتفجيرالذي وقع في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، واصفًا إياه بأنه «حادث فاجر لا يمت بالدين والإنسانية بصلة»، وقال عمرو خالد «إن الحادث لا يمت للدين ولا المبادئ الإنسانية بصلة، إذ إنه استهدف رجال أمن يحمون أناسًا جاءوا ليعبدوا الله ويسلموا على رسول الله». وأضاف: «هذا الحادث الأليم هو بداية النهاية للفئة الضالة والفكر المجرم الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في استهداف مدينة خاتم النبيين وإمام المرسلين»، وتابع: «على الرغم من قسوة الحادث وتألمنا لما حدث، إلا أن هذه نهاية الفكر المتطرف المجرم الذي تجرأ واعتدى على أناس بمدينة رسول الله». واستنكر الداعية الإسلامي، العمل الإجرامي الذي وقع في العشر الأواخر من شهر رمضان وفي نهاية شهر الصوم، معتبرًا حدوثه في هذا التوقيت «دليل على بشاعة الجرم وانطماس البصيرة لدى هؤلاء المجرمين». وأشار إلى أن «ما حدث هو اعتداء على حرمة رسول الله، ومن اعتدى عليه قصمه الله، وشدّد «خالد» على ضرورة التكاتف في مواجهة الإرهاب، مؤكّدًا أنه على كل مسلم ومسلمة التكاتف ضد من يريدون أن يؤذوا رسول الله. ودعا عمر خالد إلى «مواجهة الفكر المتطرف عبر تعليم أولاد المسلمين الإسلام المستنير الصحيح الذي يريد البناء ويعمر الكون ويؤمن بالحب والسلام ويعيش على الأخلاق ويجعلهم يحبون بلدهم ومقدساتهم، لينجحوا في الحياة وليكون للإسلام والمسلمين مكانة مميزة بين الأمم». واستطرد: «إسلامنا يقوم على الأخلاق والرحمة وليس القتل والعنف والقسوة»، موضحًا أن «مواجهة الفكر المتطرف لم تعد مسؤولية الحكومات وحسب، بل يجب أن تتكاتف الشعوب والإعلام في مواجهته، فعلى الجميع أن ينشر الفكر الصحيح لمجابهة الفكر المتطرف».