«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
أنت وأنا وملايين من المواطنين والمقيمين يقضون ساعات العيد بين أسرهم وأفراد عائلاتهم. ينعمون بمتعة وبهجة العيد في ظل هذا الكيان الشامخ وطن الإسلام والسلام رغماً عن كل من يحاول الإساءة إليه.. نعم الجميع يشعر بالسعادة وهو يستمتع بالعيد لكن هناك الآلاف من المواطنين الذي يقضون ساعات العيد وهم مرابطون في الحدود. سواء أكانوا من ضمن جنودنا البواسل في الحد الجنوبي أم في دوريات حرس الحدود أو من رجال الأمن العام والمرور. وحرسنا الوطني.. والعاملين في منافذنا الحدودية من رجال أمن أو رجال جمارك.. و لا ننسى أبداً الذين يعملون في المستشفيات بدءاً من أقسام الطوارئ أو العيادات الخارجية أو حتى في مختلف إدارات وأقسام المستشفيات.. أو الزملاء العاملين في مختلف وسائل الإعلام من مرئية ومسموعة ومقروءة.. إنهم يواصلون الليل بالنهار لتقديم خدماتهم.. أو حتى العاملين في مناوبات الإدارات الحكومية المختلفة الذي يواصلون العمل فيها من أجل القيام بتوفير الخدمات للمواطنين والمقيمين خلال هذه الأيام المباركة والسعيدة. جلّ همهم السهر من أجلنا وتوفير الخدمات لنا.. هؤلاء يستحقون منا أن نتذكّرهم ونقدّم لهم عظيم شكرنا وتقديرنا مع تهانينا الحارة لهم معطّرة بالحب والامتنان لكل ما يقومون به من أعمال وفعاليات وخدمات.. ولا شك أن العمل في العيد وفي أي قطاع أمني أو خدمي وإنساني يعتبر عملاً مختلفاً فكل واحد من هؤلاء الجنود المجهولين الرائعين له مشاعره وأحاسيسه ويتمنى أن يكون في هذه اللحظات بين أهله وأفراد أسرته. لكن واجبه جعله في هذا الموقع الوطني المتميز.. ولو سألت أحدهم عن مشاعره وهو يقضي العيد على رأس العمل؟ لم يتردد أن يجيب أنه شرف لي أن أكون هنا وأعمل لخدمة وطني أولاً ومن ثم أبناء مجتمعي.. شخصياً مررت عشرات المرات بهذه التجربة أن تكون في العيد بعيداً عن الأسرة أولاً عندما كنت موظفاً في الصحة. وثانياً خلال عملي في الصحافة. لا شك أنني كنت أشعر بأني محروم من مشاركة أحبتي ومعارفي ساعات العيد، لكنني في ذات الوقت أشعر بسعادة كوني أعمل في هذه الخدمة أم تلك.. وهكذا يشعر مئات الآلاف ممن هم على رأس العمل بهذا الشعور وأكثر.. فشرف العمل في خدمة الوطن شرف لا يعادله شرف. فشكراً ألف لكل من يعمل الآن بعيداً عن أسرته وأبنائه وهو قبل وبعد على أجر.. والعمل في العيد يعتبر واجباً علينا كمواطنين لخدمة هذا الوطن الغالي... لذلتتكامل خدمات وطننا بفاعلية وبدون تقصير. فالجميع يواصل العمل ويحدوه الأمل بأن ينعم وطننا الحبيب في مختلف الأوقات والمناسبات والأعياد بالأمن والاستقرار بعيداً عن أعداء الوطن وخفافيش الظلام الذين يحاولون المساس بهذا الأمن واستقراره تبت أياديهم.. وكل عام والجميع بخير..