«الجزيرة» - عبدالله الفهيد:
تحتضن القرى التراثية في منطقة الرياض مهرجانات وفعاليات عيد الفطر المبارك هذا العام، حيث تركز أغلب هذه الاحتفالات على التراث من خلال إقامة عدد من الفعاليات في المواقع التراثية المنتشرة في مختلف مدن ومحافظات المنطقة التي تضم العديد من المواقع والقرى التراثية والقصور التاريخية سواء في مدينة الرياض أو في محافظات أشيقر والمجمعة والغاط والخرج والدوادمي وشقراء ووادي الدواسر وروضة سدير وعودة سدير.
وخلال السنوات الماضية أصبح التراث عنواناً لاحتفالات عيد الفطر في منطقة الرياض من خلال القرى التراثية التي تؤدي دوراً مركزياً لاستقطاب المواطنين في هذه الفعاليات كما كانت تؤدي ذات الدور في الماضي، حيث سبق ذلك إقامة العديد من فعاليات احتفالات أهالي المحافظات والمراكز في البلدات التراثية، مما يعد علامة مهمة للتحول الإيجابي في المجتمع ليس فقط في حماية التراث العمراني بل في الاعتزاز به وتشغيله ولو موسمياً.
وتتميز محافظات منطقة الرياض بالتراث العمراني والمنازل التقليدية القديمة المبنية من الطين والتي لازالت تحافظ على أصالتها ومتانتها، بعد أن أعيد تأهيل الأجزاء المندثرة بسواعد السكان وإمكاناتهم ودعم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال برامجها المختلفة وشركائها من الجهات الحكومية والخاصة، مما جعل هذه القرى على خارطة السياحة المحلية، ومتنفساً لأهالي كثير من المدن والمحافظات في المملكة.
ففي أشيقر 180 كم شمال غرب العاصمة اعتمدت البلدية ولجنة الاحتفالات والمناسبات بالمدينة برامج العيد، والذي تبدأ صباح اليوم الأول في مجلس القرية التراثية بتبادل التهاني، وتفتح المنازل القديمة أبوابها داخل واحات النخيل، وبعد العشاء تبدأ الفعاليات بالألعاب الشعبية والأمسيات الشعرية وتفتح المتاحف الخاصة التي تعرض التراث الشعبي أبوابها لرواد المكان.
وتبدأ احتفالات قرية عودة سدير 160 كم شمال الرياض كالمعتاد بالفعاليات المتنوعة في القرية التراثية خلال أيام العيد الأولى، وتأتي فعاليات مهرجان «حياة منول» كأحد أهم الفعاليات في المنطقة ويقام للعام الثامن على التوالي ابتداء من ثاني أيام العيد، وتضم هذه الفعاليات المعالم التاريخية التي يمكن زيارتها كالمنازل القديمة والمتاحف الخاصة مع بعض الفعاليات التي تقام مثل معرض الصور القديمة والسواني والكتاتيب، كما يعرض خلال أيام العيد المصنوعات التقليدية والحرف المتنوعة التي يحتضنها السوق الشعبي، إضافة إلى إتاحة الفرصة للأسر المنتجة لبيع منتجاتهم الشعبية والمحلية.
وأوضح عجب بن محمد العتيبي مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الرياض بالإنابة أن الهيئة تعمل على تشجيع إعادة الحياة للقرى التراثية من خلال التعاون مع البلديات والأهالي، مشدداً على أهمية إحياء مثل هذه المناسبات في المواقع التاريخية والتي تمثل ارتباط وثيق للسكان بهذه المواقع واستحضار الماضي والزمن الجميل.
وأكد العتيبي إلى أن الهيئة تدعم مثل هذه الفعاليات وفقاً لتوجيه سمو رئيسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز والذي وجه بأهمية إقامة الفعاليات في مواقع التراث تحقيقاً للتوضيف الأمثل لهذه المواقع وربط المواطن بتاريخه الحضاري.
يشار إلى أن المواقع التراثية بمختلف مناطق المملكة تشهد خلال عيد الفطر هذا العام إقامة الكثير من الفعاليات والاحتفالات تحت إشراف ورعاية الهيئة العامة للسياحة والتراق الوطني وفروعها، وتتنوع ما بين ترفيهية وثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية وأنشطة تناسب كافة شرائح المجتمع.
وتمثل هذه الفعاليات، التي تقام سنوياً في عيد الفطر وعيد الأضحى واليوم الوطني وغيرها من المناتسبات فرصاً استثمارية تسهم في تحقيق منافع ثقافية واقتصادية واجتماعية تنعكس على جميع الأفراد والمؤسسات بصورة مباشرة وغير مباشرة، حيث تُتيح توظيف هذه المواقع كأسواق شعبية ومطاعم لإعداد وتقديم الأكلات الشعبية ومعامل للرسم والفنون التشكيلية وأماكن لمزاولة الأعمال الحرفية للحرفيين بما يكسب أعمالهم عبقاً تراثياً وتشكل تكاملاً بين الحرفي والمكان الذي يتم فيه صناعة المنتجات الحرفية، إضافة إلى أنشطة أخرى كتخصيص أماكن بهذه المواقع كمراكز وصالات للقراءة ومزاولة بعض الهوايات الخفيفة، سواء أكانت رياضية أو غيرها، وتهيئة بعض مواقع التراث العمراني وتوظيفها مسارح مكشوفة أو مغلقة يتم فيها عرض الفعاليات المنبرية كالمحاضرات الدينية والثقافية والعلمية.