د.عبدالعزيز العمر
عندما تنغلق وتتقوقع المدرسة على نفسها، وعندما تتجاهل كل ما يحصل في محيطها الاجتماعي، وعندما تلوك وتجتر المدرسة معرفة بائدة لا تشبع فضول طلابها المعرفي العلمي، ولا يجدون فيها أي معنى حقيقي للحياة، فإن المدرسة عندئذ تكون قد دخلت في موت سريري. وهي عندئذ تحتاج إلى تدخل احترافي عاجل يعيد إليها الحياة.
انظروا إلى كثير من مشكلات مجتمعنا الحالية، بدءاً من الفوضى المرورية، وعدم احترام النظام العام، ومرورا بالعادات والسلوكيات الاجتماعية المتخلفة، وانتهاء بتحول بعض من طلابنا إلى خراف يسهل اصطيادهم وتوظيفهم بسبب غياب التعليم الذي يحترم ويخاطب العقل. كل هذه المؤشرات تقدم الدليل على عجز المدرسة لدينا عن القيام بوظيفتها.
ومن بين أهم علل مدارسنا غياب الجانب الترفيهي الإنساني في المرحلة التعليمية المبكرة، فطالبنا في المرحلة التعليمية المبكرة يجد في مدرسته الكثير من الصرامة والغلظة والتجهم، أضف إلى ذلك أن الواجبات المدرسية والاختبارات والضغط الأسري وغياب برامج المرح والمتعة في المدرسة وتهميش الحياة كافية لتحويل المدرسة في نظر الطلاب الصغار إلى كابوس مخيف وممل.
وهذا يفسر لنا العداء العسكري الحالي بين طالبنا ومدرسته.
عندما كنت طالبا في الصف الثاني الابتدائي فشلت في فهم واستيعاب عملية الطرح بالاستلاف في مادة الرياضيات، وكنت أجد صعوبة في حل واجبات الطرح بالاستلاف، مما كان يضطرني إلى الذهاب خلال الطابور الصباحي إلى بعض طلاب الصفوف العليا الذين أتوسم فيها الرغبة في مساعدتي في حل واجباتي.
عموما، طلابنا سيبقون في حالة ضياع وخوف وقلق ما لم يجدوا من يتقبلهم ويتفهمهم ويساعدهم ليروا المتعة والفائدة في عملية التعلم.