د.ثريا العريض
كل عام ونحن في وطننا من العايدين السعيدين..
ذهل العالم كله، ووكالات الأنباء تتناول أخبار إحباط التفجيرات الداعشية في القطيف, والحرم النبوي بالمدينة المنورة. كيف بلغ بهم غياب الوعي هذا المبلغ أن يخططوا لتفجير أهم بيوت الله وأقربها لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله أحبطت الخطط ومر العيد والوطن آمن والأمن مستقر.. فكل عيد ونحن به في أمن وأمان. رحم الله شهداء الواجب في كل موقع.. أعزي ذويهم والوطن كله في استشهادهم وهو في مواقع القيام بواجبهم.. عظم الله أجرهم وألهمهم الصبر وأحسن عزاءهم.
مازلنا نلتزم بحماية زوار بيوت الله والحرمين الشريفين ونقوم بذلك خير قيام. حمى الله حماة الوطن وزواره وأعادهم لذويهم سالمين.
*
أعود لتفاصيل حوار قيادتنا مع العالم حول ما يتعلق بالحياة والمستقبل.
لعل كل من ظل لديه بعض الشك في نجاح رؤية وبرنامج التحول الوطني الطموح لاحظ تسارع الأحداث والمستجدات ودخول الوطن مرحلة التفعيل النشط للبرنامج والرؤية التي تبنته. وقد بدأنا الآن العمل بأول مرحلة منه وهي رؤية 2020، وعلى قرب 4 سنوات ينظر بعدها إلى ما تحقق من التطلعات الطموحة والأهداف الشمولية. ومع تغير بعض الأوضاع إيجابياً سواء اقتصادياً كما في ارتفاع سعر النفط إلى 50 دولاراً، وسياسيا في تجذير علاقات سعودية إقليمية ودولية جديدة التفاصيل، واجتماعياً في وضوح الشعور العام بارتياح المواطن وانفراج ملموس في التأزم والتوتر العام الذي كان سائداً قبل الحوكمة الجديدة وإيضاح مدى المسؤولية الرسمية لكل الجهات، من ظل متشككاً لأي سبب -وله الحق في التوجس والتساؤل الإيجابي القصد- عليه أن يتابع مستجدات الحوكمة وأسلوب تفاعل القيادة مع أسلوب صناعة القرار ومتابعة النتائج ومواصلة العمل.
شاركت شخصياً في أول ورشة لإعلان برنامج التحول. وبخلفيتي في التخطيط الشمولي ومشاركاتي في الكثير من الحوارات الدولية كان آخرها مؤتمر معهد الدراسات الدفاعية في الهند حول التعامل الإقتصادي المستقبلي مع منطقة الخليج, أشعر أن أبواب الأمل انفتحت لحل التأزم يمكن الاعتماد عليه. وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية مررت بتجربة المشاركة في هذه التفاعلات شخصياً, حيث دعيت للمشاركة ضمن الوفد الإعلامي والمتخصص المرافق لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في زيارته للولايات المتحدة وفرنسا. وكانت تجربة حيوية مثيرة ومطمئنة. شمل الوفد عدداً من الوزراء المعنيين والمسؤولين التنفيذيين، والإعلاميين كوسائل الإعلام العربية الفضائية ووكالة الأنباء السعودية ورؤساء التحرير والوسائل الإعلامية المحلية ومتخصصين في الشئون الاقتصادية والسياسية والتنمية المحلية المختلفة.
شخصياً أشكر وزير الإعلام لدعوتي, والزملاء في الشئون الخاصة على تسهيل إتمام كل ما يتعلق بترتيب الزيارة بكل تفاصيلها. ولم تكن زيارة عادية للاسترخاء والتمتع بجماليات المدن الكبرى, بل تضمنت برنامجاً حاشداً حافلاً بالتواصل مع المؤسسات الرسمية والعلمية والبحثية والاقتصادية. وتضمنت مشاركة عدد من الوزراء لتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تجارية تخدم رؤية وبرنامج التحول الوطني، وإتمام تفاصيل التعاقدات الاقتصادية والثقافية والعلمية المتعلقة بوزاراتهم.
وسأكمل معكم لتغطية فعاليات الرحلة في حوارات قادمة.