في خبر أوردته جريدة الرياض ليوم الخميس 19 مايو-أيار 2015 عن قيام محجبة بلجيكية مسلمة تدعى زكية بلخيري بالتقاط صور شخصية سيلفي من أمام محتجين يرفعون لافتات وشعارات كتب عليها « لا للمساجد، وأوقفوا الإسلام، ولا ترتدي الحجاب...الخ «،وذلك خلال الفترة التي تستضيف فيها بلجيكا المعرض السنوي الثالث للمسلمين للاحتفال بالثقافة الإسلامية.
ومن هذا الموقف الرمزي لهذه الفتاة المسلمة القوية التي غامرت بتواجدها وحيدة أمام المتظاهرين البلجيكيين، نرى انها لا تريد ان تعبر فقط عن رفضها لهذا التجمع المناهض للثقافة الإسلامية، وإنما تريد أن ترسل للبلجيكيين وغيرهم رسالة مفادها ان الإسلام يعد رسالة عالمية لكل البشر، وهو دين لا يفرق بين أتباعه من حيث اللون والجنس وسيبقى ضياء هذا الدين الإسلامي مشعا في كل مكان من كوكب الأرض، وأنه لن يزول بمجرد التظاهرات التي ينظمها سياسيون عنصريون ويقودها غوغائيون مرتزقة لا يقيمون وزنا لحرية الأديان واحترام الرموز الدينية الإسلامية.
وبرغم اعتقالها في المكان الذي صورت فيه السيلفي الا انها قدمت رسالة قوية لكل مسلمة حرة أبية، واستطاعت ان تقف بكل شجاعة وثبات في وجه هذا الحشد من العنصريين الذين يسعون الى طمس الهوية الإسلامية في أوروبا والذين تحركهم وتدفعهم وتمولهم أحزاب بلجيكية يمينية متطرفة بهدف تحقيق غايات سياسية قذرة. يحمل لنا هذا المشهد الكثير من المعاني القوية المستوحاة من التاريخ العربي المجيد والسيرة النبوية العطرة بألا يخاف المسلم في الحق لومة لائم وألا يخشى في سبيل عزته وهويته الخصوم والأعداء. كما ورسمت هذه الفتاة البطلة ما يدل على لفت الانتباه الى وجوب احترام الأديان بشكل عام واحترام المسجد والحجاب، وهي تلك الرموز التي يطالب المتظاهرون بوقفها ومنعها في بلجيكا. وبذلك فقد أثبتت للعالم ان الثقافة الإسلامية باقية في أوروبا وفي كل أنحاء العالم ما بقيت الحياة على الأرض.
ولذلك ينبغي أن تقوم المنظمات والمراكز الإسلامية في كل أنحاء العالم باتخاذ موقف حازم تجاه كل من تسول له نفسه المساس بالإسلام وحرية العبادة قبل ان يستفحل خطر هذه الظاهرة العنصرية وتشمل دولا أخرى في أوروبا وامريكا، كما ولا بد ان تتدخل المراكز الاسلامية هناك وتطالب المسئولين بوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات لحرية الأفراد في رموزهم الدينية والتاريخية. كما ان المنظمات والمراكز الإسلامية مطالبة بأن تتولى الدفاع عن حقوق المسلمين وذلك بالتصدي لهذه المظاهرات والمضايقات من خلال تكثيف ونشر ثقافة الإسلام وزيادة الوعي لدى الرأي العام العالمي بأن الإسلام دين يدعو الى التسامح والتعايش والسلام.