محمد بن عبدالله آل شملان
كان - ولا يزال - صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، رجل العيد بامتياز، لأنه يرى في العيد الوسيلة الأنجع لإبراز هوية الفرحة والسعادة وتجسيد شخصية مجتمعها وتفعيلها وتطويعها الدائب المتجدد، مبلوراً مدى إمكانية تفاعلها وانفعالها مع معطيات العصر وتطلعاته.
لقد وجدناه في أيام عيد الفطر المبارك من عام 1437هـ، لغة اجتماعية يخاطب بها أجيال الأمس أبناء اليوم في منظومة فرائحية متفرِّدة حلقاتها تلك المناسبة الإسلامية الرائعة، وهذا الإنسان المتوثب المتحفز للتناغم مع استثنائية هذه المناسبة ومتابعة طرق تفعيلها المثالية.
ووجدناه في كل تطبيقاتها حاضراً بدلالات الحبور والسرور والبهجة.. وكان رجل العيد ببياضه ونقائه في بطاقة المعايدة التي بثها في موقع التويتر الخاص بإمارة منطقة القصيم.. وهو من توَّجه إلى أداء صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين بمصلى العيد الشمالي بحي الصفراء في بريدة، واستقبل في قصر سموه المهنئين له، وحضور احتفائية الأهالي، في الوقت الذي أوفد وكيل إمارته الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان، بمعايدة المرضى المنومين بمستشفى بريدة المركزي.
ويطلق عليه محبوه دوماً صفة «الرجل ذو القلب الكبير» و»أمير البشارات» و»المتواضع» و»المثقف».. وبالضرورة فإن رجلاً يمتلك ناصية الحوار والقراءة الواعية، فإنه قادر على تقديم الأفكار والرؤى التي لا تتوقف عند الحاضر، بل تسبر تفاصيل المستقبل.
وليس جديداً القول : إنه يستبق في مجال الخير، ويقدم رؤيته وأفكاره المتطورة.. وحتى في أشد الأمور يخرج الأمير الدكتور فيصل بن مشعل كطائر العنقاء وفي يده مشعل لإضاءة الطريق، فوجدناه يدعو لتشكيل عناصر التآلف والمحبة والتكافل والتعاون وغير ذلك من الصفات الاجتماعية الجميلة عبر توجيهه وكيل إمارة المنطقة، وأمين المنطقة، ومدير الشرطة، ومدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية، ومحافظي المحافظات ورؤساء المراكز، ولجان الأهالي، ولجان التنمية، بتفعيل عادات وتقاليد الأجداد داخل الأحياء في « إفطار عيد الفطر المبارك « حيث يتجمع أهالي الحي صبيحة يوم العيد بعد أداء الصلاة لتبادل التهاني وتشكيل مائدة إفطار عامرة يلتف حولها كل أفراد الحي وقاطنيه من كل بيت في الحارة كباراً وصغاراً، ليتناولوا معاً طعام الإفطار الذي أعدته ربات البيوت في المنازل، من المأكولات الشعبية بمختلف أشكالها وأنواعها .
وجدناه كذلك متناولاً في صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، وجبة العيد مع جيرانه في الحي الذي يسكن فيه «حي الربوة ببريدة»، معايداً عدداً من المواطنين والمقيمين. وإعلانه: «العيد لا يكتمل إلا بزيارتكم كجيران وأحبة على قلوبنا، ونفخر ونعتز بكم دومًا، ونشكركم على مبادراتكم وجهودكم المثمرة في الحب والترابط». ولم ينس أميرنا المقدَّر أن يضيف إلى هذه المعاني تقدير مشاعل الضياء «العلماء» بزيارته الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في منزله بمحافظة الشماسية في منطقة القصيم لتهنئته بعيد الفطر المبارك، التي تلوَّن جبين الشيخ بقبلة البياض، وتألقتْ بالإجلال، وتوشحتْ بالنقاء، وتناغمتْ مع منهج قادة الوطن - حفظهم الله -. في مختلف الأحوال والظروف، ومنهجه هذا لا يقتصر فقط العيد بل ويشمل أمور الوطن الكبرى، بل يذهب إلى تلك المتعلقة بالكوارث، ولا يدخر صغيرة أو كبيرة لحشد الإمكانات في إيجاد الحلول للمستعصي، والنجاح في دفع التنمية وتفقد الناس بجميع طبقاتهم، والتوصل إلى مشاركتهم في مناسباتهم في هذا الشأن.
وإذْ أطلق مسبقاً الأمير الدكتور فيصل بن مشعل اليوم مشروعه العلمي الأول ( المكتبة الرقمية) التي تشمل مراجع علمية شرعية وتاريخية وعلوماً عامة ومؤلفات تعالج الهموم الوطنية ومواضيع توعية، بالإضافة إلى مناهج التعليم العام منذ السنة الأولى الابتدائية وحتى نهاية المرحلة الثانوية، فضلًا عن وجود روابط كثيرة لمواقع علمية متميزة لمكتبات رائدة ومواقع مفيدة على شبكة الإنترنت وأقسام أخرى في هذا الموقع .. فإنه ينظر إلى التكوين القائم على التفاعل والحيوية والنماء والإثارة والعطاء ومن ثم بحدوث التفاعل لمواكبة الأحداث والتعايش مع الواقع بحيوية تامة ونفس مستمر.
هناك جملة اعتراضية يستدعيها المنطق القائم على ما تم طرحه في تأكيد أن منهج هذا الأمير لدليل ناصع على مدى الحرص الذي توليه قيادة هذا الوطن حفاظاً على هوية العيد السعيد باعتباره الدليل الاجتماعي الحي على هوية الأمة الإسلامية وشخصية الشعب السعودي المسلم الذي يعكس ملامح وسمات وطننا السعيد بمكتسباته وإنجازاته (المملكة العربية السعودية) التي انطلقت منها رسالة الإسلام.
وقفة:
منجم للرجال أرض بلادي
في ثراها تنزل القرآن
شع منها الهدى فأشرقت الأر
ض حبوراً ومادت الأوثان