عبد الله باخشوين
.. الحب وليس الخوف هو الذي يولد المشاعر الوطنية الصادقة.
تصلك هذه ((الرسالة)) فوراً وأنت ترى مشاعر الحب المتبادلة بين ولي العهد محمد بن نايف وجنوده المصابين في المغامرات الخسيسة الفاشلة.. وهو محفوف بأهلهم وذويهم يعانقوه بأريحية كما لو أنه من ذوي قربى المصاب الذي يزوره للاطمئنان عليه.. وهو كذلك بالفعل.
مثل هذه المشاعر العفوية الصادقة التي تقدم مثالاً حياً على تلاحم أبناء الوطن مع قيادتهم.. هى مفتاح المستقبل وحصانة الحاضر وضمان أمن الوطن بحب أبنائه له ولقيادته التي لا تتعالى ولا تعلي إلا راية التوحيد التي نعيش تحت ظل أمنها صفا واحدا قويا بإيمانه محب لقيادته.. لا يقوى على تمزيق وحدته أي عدو مهما كانت قوته ومهما بلغ كيد حقده.
يتجلى هذا وتكبر الصورة الرائعة وأنت ترى ولي ولي العهد يحط بطائرته عائداً لأرض الوطن من رحلته المثمرة ليحط ركابه في ((نجران)) ليتناول طعام إفطار أحد أواخر أيام رمضان الكريم بين جنوده.. حماة الوطن.. ليس في ((قصر)) لكن على رمال الوطن في فضائه وتحت سمائه على الحد الجنوبى.
وإذا كانت بلادنا ينتظرها القادم من البرامج التي تهدف للشروع في تنفيذ الرؤية المعدة لوطن ((2030)).. فإننا ننتظر من ولي ولي العهد محمد بن سلمان أن يخطو خطوة أوسع باتجاه الشباب.. كأن يعقد لقاء موسعاً مع طلبة الجامعات الوطنية لشرح الأفكار والخطط لأن مثل هذا اللقاء كفيل بأن يحول توجهات أعداد كبيرة من طلبة الجامعة.. ويجعلهم يتجهون لدراسة ذلك النوع من التخصصات الكفيلة بالاستجابة لطبيعة التوجهات التي تسير خطط ((2030)) للعمل على تحقيقها.. لأننا في المرحلة القريبة المقبلة في حاجة لإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية بطريقة مناسبة.
قد يقول بعضهم إنني أكتب بأسلوب يوحي بأننا سوف نخوض ((حرباً)) وهذا بالفعل ما سوف يكون.. لكنها حرب من نوع آخر.. لأن ما ينتظرنا هو معركة تحدٍّ.. تحدٍّ لقدراتنا وقوتنا الذاتية.. تحد يهدف لتحويل الرؤى والأفكار إلى واقع ملموس ومثمر على أرض الواقع.. وتحد لكل من سيقف وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة ينتظر العثرات والفشل لتتسع ابتسامته الشامتة التي فجت من شفتيه عند الإعلان عن هذه الرؤية الطموحة التي لن تخرجه من دور المتفرج ولن تصل به إلى مرحلة الشماتة بإذن واحد أحد.
إن الأمير محمد بن سلمان يملك وضوح الرؤية والصبر والدراية التي تجعله قادراً على التحاور مع قطاع واسع من الشباب.. هذه اللقاءات التي تصب في المفهوم الذي انطلقنا منه.. والذي يؤكد على أن المواجهة والتعبير المباشر عن المشاعر والأفكار.. هو الذي يعمق مشاعر حب المواطن للوطن.. ويعمق مشاعر الإيمان بحكمة قيادته ويدفع باتجاه منحها ثقة كاملة.. لا تقبل أي نقض أو تشكيك.
وباختصار.. نحن في مرحلة خرجت فيها ((القيادة)) من ((البراويز)) و((الصور)) لتسكن قلوب كل أبناء الوطن.