د.ثريا العريض
حقاً يمتعني أن أتابع معكم استعراض نشاط المتخصصين السعوديين في الوفد المرافق لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في زيارته للولايات المتحدة بدعوة من الحكومة الأمريكية.. ولاحقاً فرنسا بدعوة رسمية من الرئاسة الفرنسية.
و حقاً سعدت بالتعرف وجها لوجه على الزملاء الإعلاميين في الوفد.. وعلى من لم أكن أعرف من قبل من الوزراء والمسؤولين. وأسعدني أكثر أن مشاركة المرأة في الوفد كانت جادة وتركت تأثيرها في من التقينا بهم.
و في معايشتي لتجربة العمل معا ترسخ إيماني بأن التحول الوطني هو فعلا خطوات مستمرة في الطريق الصحيح, ومشروع قابل للتنفيذ والنجاح.. حيث بتغير رؤية القيادة وثقة المواطن وبناء حس المسؤولية يستبدل تلكؤ الاتكالية بالمبادرات الطموحة ويقاس نجاحها بمعايير قابلة للقياس.. وبهذا التوجه يضم بناء الأوطان تحت أي ظرف.
تابعت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والعالمية نشاط الأمير والوفد المرافق باهتمام كبير. شخصياً وجدت نشاط سمو الأمير على أرض واقع الفعل مميزاً بقدر ما هو في تغطيات الإعلام. وقد كان مصدراً لشحن الجميع بالطاقة, والشعور بالتوافق ووبناء حس المسؤولية والانتماء, وقدوة في بذل أقصى ما يملكه كل مشارك من قدرة الإضافة والعطاء والعمل معا كفريق متداعم يكمل بعضه بعضا.
و كان جميلاً أن يقدم الوزراء المشاركون عرضا للإعلاميين المشاركين بما تم في كل وقفة رئيسية للوفد بصورة مؤتمر صحفي خاص.. حيث التقينا بمعالي وزراء الإعلام, والمالية, والتجارة والاستثمار, والطاقة والثروة المعدنية والصناعة, والصندوق السيادي, وكذلك سفير المملكة في واشنطن. كما أتيح لي لاحقا حضور المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية للإعلام الأمريكي.
بدأت الرحلة بالعاصمة واشنطن حيث قابل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع والوزراء والمسؤولون المرافقون الرئيس أوباما وأعضاء الكونجرس وغيرهم من المسؤولين الأمريكيين المعنيين بالدفاع والاقتصاد.
والتقى الأمير أيضا بالوفد المرافق وتحاور معهم بحميمية أخاذة شارحا رؤيته للمستقبل القريب.. وسمع منهم آراءهم وتساؤلاتهم.
وبعد اللقاءات الأولى في العاصمة الأمريكية واشنطن توزع المشاركون في برنامج زيارة مواقع مختلفة. شاركت في زيارة معهد الشرق الأوسط لدراسات الخليج في واشنطن, ومعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية, ومجلس العلاقات والسياسات الخارجية, وبعض القنوات الإعلامية منها السي أن أن والواشنطن ريبورت, وراديو وتلفزيون أمريكا. وقمنا بإلقاء الضوء على المستجدات الأحدث في ما يتعلق بموقف المملكة من التصدي للإرهاب داخليا وحماية استقرار الوطن والمواطن, وخارجياً بالتحالف مع الدول الأخرى وإيقاف محاولات التمدد الإيراني عبر التصديع الطائفي في دول الخليج والجوار العربي. وأجبنا على التساؤلات حول مواقف المملكة رسميا وشعبيا, والأوضاع العامة سياسيا واقتصاديا, وحقوق المواطنين والمقيمين, ودور المرأة في صنع القرار الأعلى عبر عضويتها الفاعلة في مجلس الشورى ودعمها للمشاريع المستمرة في كل الوزارات لتمكين المرأة, كما تناولنا موضوع السلام والصراعات عبر الحدود للهيمنة الإقليمية بتأليب من إيران, وجاهزية حماة الوطن داخل المدن والشوارع وعلى الحدود شرقا وجنوبا وشمالا. وطالبنا بمزيد من وضوح الرؤية وعدم تسمية «داعش» بالدولة الإسلامية حيث لا هي دولة ولا تطبق الإسلام.
وسأواصل معكم استعراض الرحلة في الحوار القادم.