«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي - عبدالملك القميزي - إبراهيم الدوخي - التهامي عبدالرحيم:
أعرب عدد من سكان الرياض وزوارها عن سعادتهم بالفعاليات المنوعة والشاملة التي نظمتها الهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة منطقة الرياض خلال أيام عيد الفطر المبارك وشهدتها الرياض وحي البجيري، وقال هؤلاء في تصاريح لـ «الجزيرة» إن هذه الفعاليات كانت شاملة ومنوعة ومناسبة كافة الأعمار وأرضت كافة الأذواق.
وأبدى المهندس إبراهيم الهويمل مدير عام الحدائق سعادته وامتنانه للنجاح الذي واكب احتفالات عيد الفطر المبارك والذي جاء بفضل من الله ثم بمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ومعالي المهندس إبراهيم السلطان أمين منطقة الرياض وكافة مسؤولي الأمانة والزملاء العاملين في كافة مواقع الاحتفالات التي بلغت 43 موقعاً والفعاليات البالغ عددها 160 فعالية، شكراً للجميع على هذه الجهود وكل عام وأنتم بخير.
من جانبه أبدى المهندس عبدالله الركبان المشرف على حي البجيري بمحافظة الدرعية عن سعادته وامتنانه للإقبال الذي شهدته الاحتفالات في الحي حيث حرصنا على إيجاد فقرات وبرامج تحقق رغبة ورضا الجميع، شكراً لكل من أعطى وبذل وساهم في هذا النجاح.
ميدان العدل
ففي ميدان العدل التفت الأسرة حول المسرح للاستمتاع بالعروض الترفيهية التي انطلقت بفعالية الدمى الراقصة، وتوالت بعدها العديد من الفعاليات المسرحية بمشاركة نخبة من الفرق الإبداعية التي قدمت عروض الخفة والتجارب العلمية بروح مرحة وسط تفاعل مميز من الزوار.
وكان للأسر السعودية المنتجة دور فاعل في الاحتفالية بالعيد، وقدمت الأسر للزوار عبر منصاتها المحيطة بميدان العدل العديد من أصناف المأكولات الشعبية والمشروبات الباردة، إضافة إلى عرضها للمنسوجات اليدوية والتحف الفنية التي أظهرت إمكانات المواطنين والمواطنات وقدرتهم على الإنتاج بجودة وإبداع.
خيم الأطفال
واتجه الأطفال إلى الخيم الأربع التي تضمنت فعاليات تحاكي العديد من المهن، ابتداء بخيمة الطبيب المحتوية على مجسم يظهر أعضاء جسم الإنسان الداخلية ووظائفها، وأتاحت الخيمة للأطفال ممارسة دور الطبيب بارتداء المعطف الأبيض، واستقبال مرضى افتراضيين في ركن العيادة، إضافة إلى اطلاعهم على أنواع الوجبات الصحية وتحفيزهم للابتعاد عن المأكولات الضارة والمسببة للسمنة.
واستقبلت خيمة الإعلامي الأطفال الراغبين بصقل مواهبهم في مجال الإعلام، ووفرت مساحة لتقديم نشر الأخبار الافتراضية التي يتزامن معها تصوير الطفل أثناء إلقائه للنشرة، إلى جانب توعيتهم بآلية التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي وطرق الاستفادة منها وتجنب سلبياتها.
وفي خيمة الفنان عاش الأطفال أجواء المرح باكتشافهم طريقة الرسم ثلاثية الأبعاد، والرسم على الوجه، واللعب بالصلصال وتشكيله بطرق إبداعية تنمي قدرات الطفل الفكرية، إلى جانب خيمة العالم التي احتوت على فعاليات علمية تُعرض بأسلوب مبسط، وشملت ركن محطة الطيران والصاروخ وعجائب الفيزياء والفقاعة العملاقة.
ساحة المصمك
واتجه الزوار بعدها إلى ساحة المصمك لمشاهدة عرض مرئي بعنوان «ذاكرة الرياض» تناول رصدا للتحولات التنموية التي شهدتها العاصمة، تزامن معها سرد لحكايات تاريخية تكشف طريقة احتفال سكان مدينة الرياض بالعيد قديماً، قبل أن تنطلق فعالية العرضة السعودية التي تفاعل معها الزوّار لما تمثله من عراقة تتصل بهوية المنطقة وتاريخها.
زوار الحدائق
وشهدت الحدائق والمتنزهات التي تستضيف فعاليات «عيد الرياض - عيدين» زيادة كبيرة في أعداد الزوار مثل حديقة مناخ الملك عبدالعزيز ومتنزه الملك عبدالله بالملز وساحة متنزه شرق الرياض بحي القادسية وساحة الدوح، وفعاليات منطقة قصر الحكم وساحة العروض بحي الجزيرة، بينما استقطبت فعاليات السيارات المعدلة والراقصة والدراجات الصحراوية وسباقات السرعة التي تنظمها الأمانة ديراب أعداداً كبيرة من عشاق رياضات السيارات من الشباب.
ورفعت الأعمال المسرحية في احتفالات أمانة الرياض بعيد الفطر المبارك في ثاني أيام العيد، لافتة كاملة بسبب الإقبال الجماهيري الكبير على مسرحية «قيس ودمية» التي بدأ عرضها أول أيام العيد على مسرح مدارس المملكة وكذلك مسرحية «مدرسة خمسة نجوم» التي تعرض على مسرح جامعة اليمامة ومسرحية «كلية المشاغبات» التي تعرض على مسرح مركز الملك فهد الثقافي ضمن الفعاليات النسائية.
المعاقون وفرحة العيد
وشهدت الأعمال المسرحية المخصصة لذوي الإعاقة السمعية والبصرية حضورًا طيبًا من المكفوفين والصم وعائلاتهم وتجلى ذلك في حضور مسرحية «ستوري» للمكفوفين التي يتواصل عرضها طوال أيام العيد على مسرح جامعة دار العلوم وكذلك مسرحية «العائلة» للصم التي عرضت على مسرح المؤسسة العامة للحبوب.
وشهدت مواقع إطلاق الألعاب النارية في احتفالات عيد الرياض إقبالاً كبيرًا في أول وثاني أيام العيد وتجمع أعداد كبيرة من الشباب والعائلات في مواقع الفعالية التي أضاءت سماء العاصمة بأكثر من 16 ألف قذيفة مضيئة بأشكال بديعة، حرص عشاق التصوير على توثيقها بكاميرات الجوال والكاميرات الفوتوغرافية وكاميرات الفيديو.
كما شهدت مواقع الفعاليات النسائية بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي ومركز الملك سلمان الاجتماعي ومركز الملك فهد الثقافي إقبالاً كبيرًا من النساء والأطفال طوال مساء ثاني أيام العيد من خلال تنوع فعالياتها التي جمعت بين الأنشطة التراثية والمسرحية وعروض الأزياء والشخصيات الكرتونية للأطفال والأمسيات الشعرية وأركان للرسم والتلوين ونقش الحناء وكذلك أركان مؤسسات العمل الاجتماعي والجمعيات الخيرية.
فرق نسائية
وشكلت الأمانة هذا العام -ممثلة في الإدارة العامة للخدمات النسائية- عددًا من الفرق الإشرافية والتنظيمية النسائية للإشراف على فعاليات (عيد الرياض عيدان) المخصصة للنساء والأطفال، ومتابعة سير الفعاليات المقامة في 3 مواقع طوال أيام العيد، المتمثلة في مركز الملك فهد الثقافي ومركز الملك سلمان الاجتماعي ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، مع توفير سبل الراحة للمشاركات.
وأوضحت المدير العام للخدمات النسائية بالأمانة هيفاء النصار أن الإدارة تشارك بفعالية في احتفالات عيد الفطر المبارك هذا العام، وبالإشراف على الفعاليات النسائية، بما فيها فعاليات الجاليات المخصصة للنساء والأطفال، وتنظيم عدد من الأنشطة من خلال موظفات الأمانة، بما في ذلك العروض المسرحية والأنشطة الخاصة بالأسر المنتجة، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل التطوعي النسائية. وأشارت النصار إلى بدء عدد من الفرق النسائية المؤهلة مهامها في مواقع الفعاليات، سواء من حيث الإشراف على تلك الفعاليات، أو تنظيم دخول الزائرات لمواقعها، بجانب منحهن الصلاحية للتعامل مع أي مشكلات طارئة، إضافة إلى استطلاع آراء ومقترحات الزائرات حول ما يقدم من فعاليات، وبما يضمن دعم جهود الأمانة لتطوير العمل على الاحتفالية خلال السنوات المقبلة، ومتابعة الالتزام بقرار حظر التصوير في فعاليات العيد والمواقع النسائية.
وكانت الإدارة العامة للخدمات النسائية قد كثفت استعداداتها في جميع مواقع الاحتفالات لتجنب الازدحام، بالتعاون مع فرق الأمن، إلى جانب تزويد الإعلاميات بمختلف المعلومات والصور الخاصة ببرنامج الفعاليات النسائية، وتسهيل متابعة بروفات الأعمال الفنية، وتجهيز عدد كبير من الهدايا والعيديات لمعايدة الأطفال، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وعن برنامج فعاليات (عيد الرياض عيدان) فقد أقيمت على مسرح جامعة دار العلوم أمس مسرحية «ستوري» المقرر أن يستمر عرضها طوال أيام احتفالات عيد الرياض الثلاثة، إلى جانب فقرات أخرى مصاحبة للمسرحية، بالتعاون مع جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض (كفيف). وتأتي مشاركة الجمعية للمرة الثانية توالياً ضمن احتفالات عيد الرياض، بعد أن شاركت العام المنصرم بفعاليات متنوعة، لاقت العروض المسرحية منها استحسان الحضور؛ إذ شارك فيه هذه المسرحيات مجموعة من ذوي الإعاقة البصرية. وتطرقت مسرحية (ستوري) للاستخدامات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، وكيف أن الانشغال بهذه الوسائل يتسبب في عواقب وخيمة، مشددة على ضرورة متابعة الأبناء عند استخدامها؛ لما فيه من حماية لهم من الاستغلال، أو العزلة الاجتماعية.
وختمت الفعاليات في جامعة دار العلوم في أول أيام العيد بوصلة إنشادية، ثم السحب على الجوائز المقدمة من أمانة منطقة الرياض.
وبدورها، جابت حافلة مكشوفة تتبع الأمانة عددًا من طرقات وأحياء العاصمة، ضمن فعالية الكرنفال المتنقل المقام تحت شعار (فعاليات العيد تطرق أبواب السكان)، مقدمة جملة من الأنشطة الترفيهية، التي حظيت بتفاعل كبير من سكان الرياض، سواء الموجودون في محطة انطلاق الحافلة وتوقفها بمنتزه عكاظ جنوب غرب المدينة، أو أصحاب المركبات الذين صادف مرورهم بالطريق والمسار المقرر للكرنفال المتنقل المضي فيه، ومنهم من واصل السير بمركبته برفقة الحافلة للاستمتاع بما تقدمه من أهازيج وأنشطة ترفيهية.. يُذكر أن هذه الفعالية شهدت تقديم الأمانة ما يزيد على 200 جائزة للمشاركين والمتفاعلين معها.
وفي مركز الملك عبدالعزيز التاريخي (أحد مواقع الاحتفالات بالعاصمة) عاش زوار المركز أوقاتًا بهيجة، استمتعوا خلالها بعروض وفقرات متنوعة، تضمنت معايدة خادم الحرمين الشريفين، واستعراض إنجازاته، إلى جانب تشكيلة من اللوحات الإنشادية، التي ربطت الماضي الجميل بالحاضر المشرق، قدمت خلالها وصلات من الألعاب الشعبية بالملابس التراثية، مثل بح البحوحاني، وسل اقدح، وطاق طاقية، وفتحي ياوردة، أعقبها لوحة فنية وطنية، تضمنت عروضًا ورقصات، تفاعل معها الحضور، قبل أن يقضوا لحظات للنزهة الثقافية مع المسابقات المنوعة للكبار والصغار، التي رصدت لها الأمانة جوائز مختلفة.
ولاقى عرض مسرحية الأطفال (ماما جابت بيبي) إعجابًا واستمتاعًا من الأطفال الحاضرين برفقة أسرهم، ولاسيما أن المسرحية حرصت على اشتمالها على مشاهد فكاهية مضحكة، مقرونة برسائل تثقيفية وتعليمية للصغار؛ إذ ركزت على معالجة الغيرة لدى الأطفال، تلاها مسابقة مرتبطة بالمسرحية.
وعايدت الأمانة الصغار في هذا الموقع من خلال فعالية (أبي عيدي) بتوزيعها العيدية على الأطفال، بصحبة الدمى التي أضفت أجواء مرحة في المكان.
وقدمت فرقة بنات الوطن أغنية (أبو فهد) الاستعراضية، التي تناولت عرضًا لإنجازات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، قبل أن يشاهد الحضور أوبريت العيد المتضمن لوحات وعروضًا منوعة بأزياء ورقصات مختلفة.
واستطاع ركن قنصليات غرب إفريقيا لفت أنظار الحضور بتراثه وأنواع زيه المختلفة والغريبة نوعًا ما، وهي الحال ذاتها بالنسبة لركن هواة الرسم الذي أتاح الفرصة للجميع المشاركة في رسم أطول لوحة، تحمل إنجازات الملك المفدى -رعاه الله-. فيما وجد الأطفال متعتهم في ركن الرسم والتلوين وإظهار مواهبهم، في حين خصص ركن للاستشارات الطبية والاجتماعية، وركن لجمعية أسر التوحد، وركن لجمعية (كفيف) التي قدمت بدورها عرضًا إنشاديًّا على المسرح، من خلال طفلتين من الأطفال المستفيدين من خدمات الجمعية.
ولفت أنظار الزوار ونال إعجابهم استقبال الشخصيات الكرتونية لهم بأهازيج فرحة العيد، قبل أن يقضوا أوقاتًا جميلة ومرحة مع فعاليات اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك، الذي اختتم بفعاليتين، جاءت الأولى كأمسية شعرية، تناولت العديد من القصائد الوطنية، التي تناوب على إلقائها شاعرات سعوديات، يشاركن في احتفالات الأمانة بالعيد السعيد. فيما تناولت الفعالية الثانية أوبريت (أنا الخليجي.. أطفال سلمان).
وفي ساحة منتزه شرق الرياض بحي القادسية انطلقت البارحة أولى منافسات بطولة أمانة منطقة الرياض لكسر حاجز الزمن للسيارات والدراجات النارية، ومثلها بدأت منافسات بطولة التسارع الرملي «ساند دراق» التي تحظى بإقبال كبير من الشباب في المملكة ودول الخليج العربي من عشاق سيارات الدفع الرباعي.
وتفاعل جمهور ساحة منتزه شرق الرياض مع تلك المنافسات التي شهدت مشاركة عدد من السيارات المعدلة والمجهزة بمحركات قوية، وحظيت بمتسابقين من داخل المملكة ومن مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
من جهتها، حلقت طائرات الجاير وكوبتر والالترا لايت ودلتا في الموقع المخصص لها على طريق (الرياض - القصيم)، ضمن فعاليات عروض الطيران. وقدمت الطائرات المشاركة استعراضًا جويًّا، أكد براعة الطيارين السعوديين، وسط متابعة جمهور غفير من الشباب الذين حرصوا على تصوير الاستعراضات الجوية بكاميراتهم من فوق منصة خاصة جهَّزتها الأمانة للجمهور من عشاق عروض الطيران. واستطاع مسرح الطفل المقام بحديقة المطوية بحي البجيري بالدرعية التاريخية استقطاب أعداد كبيرة من الأطفال الذين تفاعلوا مع العروض الترفيهية والتعليمية والتثقيفية المقدمة، عبر مجموعة من الفقرات التي يشرف على تنفيذها مجموعة من المتخصصين.
وتنوعت الفقرات التي قدمها المسرح بين مسرحيات وعروض ومسابقات متنوعة، اجتذبت الأسرة والطفل في آن واحد، وهو ما أبدى زوار المسرح إعجابهم به، ولاسيما مسرحية السنافر وعرض البالون الراقص، والمسابقات الحركية والثقافية، التي قدمت إثرها جوائز عديدة للأطفال المتواجدين برفقة أسرهم.