سعد الدوسري
هل هناك مهنة أفضل من مهنة؟! هل اعتبار البعض مهنة ما، على رأس المهن، اعتباراً موضوعياً وصحيحاً؟! هل يمكن أن نقول عن مهنة من المهنة، إنها تصلح لفئة ما، ولكنها لا تصلح لفئة أخرى؟!
الإجابة دائماً بالنفي. فكل مهنة لها معاييرها، ولها مقاييس نجاحها، ولها من يعشقها، ومن لا يميل إليها. وكون شخص ما يعمل في مهنة ما، لا يعني أنها المهنة الأفضل، فالطيار لا يختلف عن المخرج التلفزيوني، وأخصائي العلاج الطبيعي لا يختلف عن مهندس مراقبة التشققات الأرضية. كل المهن في النهاية مهن، والتميّز مرتبط بالعاملين فيها.
وضع الشاب «علي يوسف» اسمه بين قائمة أشهر طهاة العالم، محوِّلاً حلمه الذي طالما كان يراوده إلى حقيقة صاحبتها عزيمة وإصرار، تقلّد على أثرها إدارة مطعم شهير في أكبر فنادق العاصمة الرياض. بدأ علي يوسف تجربته الفريدة من منزله العتيق وسط القصيم، وظهرت إبداعاته في الرحلات البرية، إلا أن الأقدار ساقته إلى العمل بعد أن أكمل المرحلة الثانوية العامة في أحد القطاعات الحكومية في قسم الصيانة، كان خلالها يقدِّم ملاحظاته ورؤيته لأحد «الطباخين»، لتكون من هنا بدايته في العمل «شيفاً»، بعد أن دخل في تحدٍّ مع «الطاهي» الآخر.
مرحلة التحدي نقلت يوسف من العمل في قطاع الصيانة إلى العمل طاهياً في مطاعم متفرِّقة، شارك خلالها في تقديم الأكلات الشعبية والعالمية لكبار ضيوف وزوار المملكة، نال على أثرها عدداً من الجوائز المحلية والدولية.