وَكَادَ المَسْجِدُ النَّـبَوِيُّ يَلْقَى
مِن الإِرْهَابِ تَفْجِيْراً وَحَرْقَا
وَلَكِنْ رَبُّنَا المَوْلَى تَوَلَّى
حِمَايَتَه وَمِمَّا كَادَ وَقَّى
أَباسْمِ الدِّيْنِ تَفْجِيْرٌ فَقَتْلٌ؟
مَعَاذَ اللهِ ذَلِكَ لَيْسَ حَقَّا
رَسُولَ اللهِ قَدْ آذَاكَ هَذَا
وَذَلِكَ مِنْكَ أَوجَعَنَا وَأَشْقَـى
حَمَيْنَا دِيْنَنَا الإِسْلَامَ مِمَّنْ
أَسَاؤوا فَهْمَه شَرْعـاً وَنَبْقَى
فَتَفْجِيْرَاتُهُمْ مَا أَضْعَفَـتْنَـا
وَلَكِنْ حَفَّزَتْ حَزْماً وَصِدْقَـا
نُدَافِعُ فِيْهِمَا الإِرْهَابَ فِكْراً
وَفِعْلاً بِالتَّطَرُّفِ طَافَ وِفْقَا
فَتَاوَاهُمْ بِه مَا فَرَّقَتْنَا
وَمَا اخْتَرَقْتْ لَنَا بِالصَّفِ عُمْقَا
وَتَنْظِيْمَاتُهُمْ مَا زَعْزَعَتْنَا
وَإِنْ بَلَغُوا بِهَا بِالسِّرِّ حِذْقَـا
فَمَنْ ظَنُّوا الجِهَادَ كَمَا اسْتَبَانُـوا
أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَمْقَى
تُحَرِّكُهُمْ أَمَانِيْهِمْ وَجَهْلٌ
بَدَوا فِيْها بِفِقْهِ الزَّيْفِ غَرْقَى
فَبِالتَّحْرِيْضِ قَدْ خُدِعُوا وَسَارُوا
وَرَاءَ مُخَاتِلٍ رَمْزاً وَنُطْقَا
يُحَدِّثُ فِي فَتَاوَاه افْتِئَاتاً
عَلَى الإسْلامِ تَزْيِيْفاً وَخَرْقَا
سَيُكْشَفُ مَنْ بِتَحْرِيْضٍ دَعَاهُمْ
وَأَيَّدَ أَو تَعَاطَفَ أَو تَلَقَّى
فَمَا بالطَّائِفيَّةِ أَيُّ خَيْرٍ
وَإِنْ هَتَفُوا بِهَا غَرْباً وَشَرْقَـا
شُعُوبٌ قَسَّمُوهَـا مَذْهَبِيّـاً
وَصَنَّفَهَـا الهَوَى لَوناً وَعِرْقَا
جَمِيْعُ الـنَّـاسِ لِلرَّحْمَنِ خَلْقٌ
وَأَكْرَمُ خَلْقَه مَنْ عَاشَ أَتْقَى
فَوِحْدَتُهَـا بِذَلِكَ قَدْ تَشَظَّتْ
أَرَادُوهَا مُهَمَّشَةً لِتَشْقَـى
يُقَاتِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيسْعَى
إِلَى أَعْدَائِهَـا مَنْ رَامَ سَبْقَـا
فَلَيْسَ العُنْفُ يُغْنِي عَنْ حِوَارٍ
فَرِفْقاً أَيُّهَا المَشْحُونُ رِفْقَا
مَتَى تَتَنَبَّهُونَ لِمُنْتَهَاهَا؟
مَتَى مِنْهَا مَشَاعِرُكُمْ تُنَقَّى؟
رَسُولَ اللهِ قَدْ آذَاكَ هَذَا
وَذَلِكَ مِنْكَ أَوْجَعَنَا وَأَشْقَـى
أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ضلُّوا
بِمَا اقْتَرَفُوه تَفْجِيراً وَحَرْقَا
أَهَانُوا المُسْلِمِيْنَ بِمَا اسْتَبَاحُـوا
فُسُحْقـاً أَيُّهَا البَاغُونَ سُحْقَـا
لَكُمْ ماضٍ يُدَنِّسُكُمْ خَلَاقاً
يَمُورُ جَرِيْمَةً وَيَفِيْضُ فِسْقَـا
وَمِنْكُمْ مَنْ سَعَى بِمُخَدِّرَاتٍ
يُسَوِّقُهَـا خُلاصَاتٍ وَمَذْقَـا
فَهَـرَّبَهَـا وَجَـرَّبَهَـا مَـذَاقـاً
وَأَوهَمْ مَنْ يُعَاقِرُهَا وَأَسْقَـى
أَباسْمِ الدِّيْنِ تَفْجِيْرٌ فَقَتْلٌ؟
مَعَاذَ اللهِ ذَلِكَ لَيْسَ حَقَّا
فَهَذَا لَيْسَ فِي دِيْنٍ جِهَاداً
فَدِيْنُ اللهِ بِالإِسْلامِ أَنْقَى
- الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الواصل