سامى اليوسف
لديهم قاعدة ثابتة لا تتزحزح مهما كانت رياح «الهوى» عاتية، هذه القاعدة تقول: «الهلال أولاً»، هكذا هم جمهور الهلال منذ أن عرفتهم.
وعلى ضوء هذه القاعدة يتكلمون، ويتحركون، ويمضون في نفس طريق مصلحة ناديهم، وأي رئيس ، أو اداري، أو لاعب وحتى شرفي يحيد عن قاعدتهم، فإنهم يضعونه على رّف النسيان، ويأتون بغيره، ولا يعجزون عن ذلك، وبالمناسبة هذه القاعدة يتوارثونها، جيل بعد جيل، وكأنها جين يحمل الصفة السائدة ويطغى على جين الصفة المتنحية.
قبل نحو شهرين من اليوم، سألت مجموعة من الهلاليين الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي سؤالاً واحدًا مفاده «ماهي الخطوات التصحيحية التي ترسم خارطة الطريق لعودة الهلال كروياً إلى الصدارة كسابق عهده؟»، تباينت الردود في التفصيل، ولكن اتفقت في العناوين على جملة خطوات رسمت طريق العودة نشرتها هنا في «الجزيرة»، وجاء من أبرزها: حزم الرئيس وحسمه، التعاقد مع مدرب لاتيني، غربلة الفريق، استقطابات محلية تعزز روح التنافس بين اللاعبين، ضوابط احترافية للاعبين، استبدال الأجانب وتصعيد لاعبين جدد.
ولأن الأمير نواف بن سعد يعرّف قيمة الجمهور الهلالي، ويثمن المنصب الذي يتبوأه فقد سارع منذ أن رمى بحجر الاستقالة في مياه بحيرة الشرفيين الراكدة، وحرّكها بذكاء يدعمه حسن اختيار التوقيت .. إلى إعادة صياغة الزعيم الذي يكره جمهوره ابتعاد فريقهم عن لقب الدوري ويروم به «السابعة» آسيوياً، ولأن الأمير نواف يردد بين تصريح وآخر ، وفي مناسبة وأخرى عبارات يؤمن بها وليست لمجرد الاستهلاك أو التخدير الإعلامي مثل « اللي وراه جمهور مثل جمهور الهلال سيعمل 24 ساعة»، و أيضاً «أنا هدفي هو ابتسامة الجمهور الهلالي» .. كل هذه العبارات ترجمها وجه السعد على أرض الواقع منذ أن قرأ خارطة الطريق التي رسمها الجمهور، وقبلها شعر بغضب المدرج مع نهاية الموسم المنصرم ليقدم الهدية تلو الأخرى في فترة الصيف، ومازال في جعبته الأهم في الاستقطاب الأجنبي، قبل أن يضع الكرة في ملعبين هما الأهم هلالياً: المدرج الداعم، واللاعبين حيث البذل وترجمة العمل الإداري والدعم الجماهيري.
أخيرًا، أهمس في أذن بعض لاعبي الهلال خاصة النجوم المؤثرين منهم قائلاً: هل سألت نفسك لماذا يفضل اللاعبون سواء الكبار في تجربتهم، أو الصغار في بداياتهم الاحترافية عرض المفاوض الهلالي بالرغم من تساويه مع عروض أخرى، أو قلة قيمته مقابل عروض أخرى؟، هل سألت نفسك سؤلاً لماذا يتنازل البعض منهم عن الملايين من أجل قميص الهلال؟
أثق في وعيكم .. واترك لكم الإجابة لترددوها بينكم وأنفسكم ، فأنتم في نعمة تغبطون عليها إلى حد الحسد، ولن تعرفوا قيمتها إلا عند فقدانها، وأسألوا من غادركم .. والنعمة تدوم بالشكر، والعمل المخلص، والتفاني بانضباطية من أجل القميص الذي يزينكم أحد أوجه شكر هذه النعمة.
أخيـرًا ،،،
كتب شرفي الهلال في حسابه الشخصي في «تويتر» التغريدة التالية:» فرق كبير بين من يضحي بحقوقه من أجل الهلال ومن يستهتر بالكيان ويتصرف كأنه مراهق لا يعرف للأخلاق طريق أحدهم يستحق الدعم والآخر إلى النسيان» .. فعلاً «الاحتراف أزمة فكر».