خالد الربيعان
نهائي اليورو، وباقي خطوة واحدة لكريستيانو لكي يكون هذا العام عامه بلا منازع، أكثر من 80 ألف متفرج، ملايين في الميادين بفرنسا، ومليارات أمام الشاشات حول العالم.
اندفع لاعب فرنسي بكل رعونة الدنيا ليصيب ركبة الدون في مقتل، من طريقة جري رونالدو بعد الإصابة مباشرة قلت انه لن يكمل.
تمر الدقائق وحدث ما توقعت، يجلس على الأرض في يأس، ثم يبكي بطريقة لامست قلوبنا جميعاً، وفجأة أتت فراشة من حيث لا نعلم لتقف على وجهه وأمام عينيه مباشرة.. هل قالت له شيئاً.
تتحول هذه المأساة بعد 118 دقيقة إلى فرح ما بعده فرح! وليبكي رونالدو مرتين، مرة من الحزن واليأس ومرة أخرى من السعادة.
لست من عشاق رونالدو ولكن عبر اهتمامي بالاستثمار الرياضي أجد ان هذا الشاب هو النموذج المثالي للاعب كرة القدم في العصر الحديث، ليس بموهبة ميسي! لكنه بالتعبير الشعبي « تعب على نفسه»! يجتهد جداً ويعرق جداً من أجل أن يَتمَّيز! أحد أنجح من رأيت في تجسيد هذا المعنى! الموهبة بجانب العمل.. عدم الاكتفاء بالموهبة لتختفي وتندثر.. بل صقل تلك الموهبة.
رونالدو أصبح بعد لقب اليورو لاعب الكوكب هذا العام بلا منازع! بطل الأرقام القياسية بشكل لم أراه من قبل! يحطمها تحطيماً كما تحطم أسنان الأطفال قطع الحلوى، ما هذا.
رونالدو أصبح في اليورو الهداف التاريخي للبرتغال! والهداف التاريخي لريال مدريد، وأصبح أكثر لاعب يشارك في مباريات في تاريخ أمم أوروبا! وأصبح اللاعب الوحيد الذي يسجل في أربع بطولات يورو متتالية في 2004 و2008 و20012 و2016!
غير ذلك هو أغلى لاعب في اليورو وفي العالم بقيمة 110 مليون يورو! كريستيانو التطبيق الأمثل لمعنى جذب الكاميرا! خطف الأضواء، حديث وسائل الإعلام! لم يشارك في النهائي وخرج في أول ربع ساعة! لكن الناس تكلمت عنه أكثر من «إيدير» نفسه صاحب هدف الفوز باليورو.
جميع وسائل الإعلام لا حديث لها سوى عن رونالدو وتصريحاته والفراشة التي اختارته دوناً عن كل من في الملعب لتذهب إليه عن وقفته بجانب مدرب البرتغال في آخر المباراة وإعطاء اللاعبين التعليمات والصراخ فيهم وتحفيزهم! أي عمله كمساعد مدير فني وهو مازال لاعباً! شيء لم أره من قبل.
لم أرَ لاعباً يتحدث لرئيس دولة ويعده بتحقيق لقب بطولة ويفي بوعده كما فعل كريستيانو! الناس تداولت هذا الفيديو الآن وهو يعد رئيس البرتغال بتحقيق اليورو قبل بداية البطولة.
رونالدو سيحصل على الكرة الذهبية هذا العام بلا جدال! وستزيد قيمته السوقية عشرات الملايين بعد ان ساهم في دخول أكثر من 54 مليون يورو لخزينة ريال مدريد بعد الفوز بدوري الأبطال، وأكثر من 27 مليون يورو لخزينة الاتحاد البرتغالي بعد الفوز باليورو!
الطائر
الديلي ميل البريطانية نشرت أرقاما عجيبة عن هدفه بالرأس في مرمى ويلز في قبل النهائي! الكرة العرضية عندما جاءت لرونالدو كان ارتفاعها 8 أقدام ونصف أي حوالي ثلاثة أمتار! قفز رونالدو من الأرض ليرتفع لها أكثر من 2.5 قدم أي أكثر من 70 سنتيمترا، ليظل في الهواء 7 أجزاء من الثانية، ليضرب الكرة في المرمى بسرعة 44 ميلا في الساعة! رونالدو أصبح ظاهرة في عالم كرة القدم.. من كافة نواحيها.