رقية سليمان الهويريني
أسوأ ما يمر به المرء فيفسده هي الشهرة، وهذه الشهرة يطلبها المطربون ويسعى لها الفنانون ولاعبو الكرة، وحالياً ينافسهم أئمة المساجد وبعض الوعاظ!.. وتعد بداية المراحل التي تتبعها سلوكيات سيئة منها الغرور والزهو والتكبر!
وحين يسعى الفنانون ولاعبو الكرة للشهرة فلأنهم يمتلكون أدواتٍ ومواهبَ تؤهلهم لذلك؛ مثل إجادة أداء الأدوار أو اللعب باحترافية. أما العجيب فهو حرص بعض الوعاظ وأئمة المساجد على التواجد الإعلامي واللجوء للأضواء وكثافة الظهور في القنوات الفضائية وتويتر وتوزيع أخبارهم ومغامراتهم في المواقع الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي لدرجة تكريس الجهل بين الناس من خلال نشر ثقافة دينية جديدة بدعوى جواز الكذب عن طريق تلفيق القصص لغرض إيصال هدف ديني دعوي، حيث بدأ بعضهم بنهج حالة من الكذب والاحتيال لأن الناس يصدقونهم!.. فأحد الأئمة الذين يختمون القرآن عدة مرات في رمضان خرج على الناس زاعماً أن جبريل -عليه السلام- نزل يسلم عليه ليلة التاسع والعشرين من رمضان ليثبت أنها ليلة القدر!.. مما جعل إمارة المنطقة تستدعيه وبعدها وقع على عدم تكرار فعله!.. والآخر جراح ترك الطب وانتهج الوعظ فادعى أنه يتراسل مع الجن ويتصل بهم هاتفياً! وثالث يقسم أن رجلاً شاهد الملائكة تقاتل مع ثوار سوريا، وتتواجد في ميدان رابعة في مصر!.
والحق أن اللجوء للأفكار الغريبة و»الشاطحة» لهؤلاء هو بغرض تأكيد حضورهم الإعلامي وبقائهم في أذهان الناس بصورة دائمة ومتواصل فحسب، برغم أنه يعد استغفالاً للعقول وتشويهاً للإسلام. ومما يحز بالنفس أن تابعيهم أو منْ يسمون أنفسهم بمحبيهم يمجدونهم لدرجة التقديس ولا يحبذون الحديث حول تلك المغامرات وقد يضطرون لإيجاد تفسير يبعد مشايخهم من تهمة الولع بالشهرة.
ولو استغل أولئك الأشخاص تصديق الناس لهم وانشغالهم بهم بالسعي لخدمة المجتمع ونشر الأفكار الإيجابية والدعوة لسلوك الخلق السليم واحترام الأنظمة والقوانين كالمرور ونظافة الشوارع وعدم التراشق بالألفاظ النابية، ووقف العنف الأسري وتقدير المرأة والرفع من مكانتها بدلاً من السخرية بها ونشر الأحاديث الضعيفة التي تؤصل النظرة الدونية للمرأة والبطش بها!.