الثقافية - محمد المرزوقي:
احتفظ معرض الرياض الدولي للكتاب، منذ تسع دورات مضت وحتى الدورة الماضية 2016 م بصدارة «القوة الشرائية» التي نفرد بها بين معارض الكتاب العربية، فيما لم يظهر أي مؤشر لتأثر قوته الشرائية، بإقامة الدورة (الدولية) الأولى لمعرض جدة الدولي للكتاب، الذي سيكون هو الآخر - أيضا - قادراً خلال الأربع الدورات القادمة، أن يفصح عن مواصلة نجاحه ضمن مضمار المعايير الدولية، ومن ثم استمرار مسيرته، ومنافسته بين المعارض العربية الأخرى للكتاب، ليكون معرضاً (رديفاً) لمعرض الرياض، في ظل مقوم «الإقبال» الجماهيري على معارض العواصم، مقارنة بالعديد من الدول العربية التي يُقام بها أكثر من معرض دولي، إذ لا تزال المعارض الأخرى، رديفة لمعارض العواصم.
لقد استطاع معرض الرياض الدولي للكتاب خلال الثلاث الدورات الأولى أن يجسد مؤشراً «رقمياً» لإقبال المجتمع السعودي بمختلف شرائحه على «اقتناء» الورقي، إلى جانب شريحة «نامية» أخرى أخذت تميل إلى اقتناء الكتاب (الإلكتروني) بشكل أكبر، فيما سجلت دورات المعرض حتى الدورة الماضية، الإقبال الذي يتفرّد به المعرض بين سائر المعارض العربية، على القوة الشرائية، التي تعكس حجم إقبال القارئة والقارئ السعودي، بمختلف الشرائح على اقتناء الكتاب.
كما كشف - أيضا - معرض جدة الدولي للكتاب، عن نمو هذا المؤشر، رغم ما يحيط بالكتاب الورقي من متغيِّرات اتصالية وتقنية، حيث كشف استطلاع أجراه (المنتدى العربي للثقافة والسلام) برئاسة سفير المنظمة الدولية للتنمية وحقوق الإنسان، نور الحراكي، أن الشعب السعودي جاء في الترتيب الأول في قائمة أكثر الشعوب شراء للكتب في العالم العربي، مؤكداً أن الحياة الثقافية السعودية تشهد طفرة نوعية في الثقافة بشكل عام.
وقد أرجع الاستطلاع الإقبال السعودي على اقتناء الكتاب، إلى حرص قيادة المملكة العربية السعودية على دعم الثقافة داخل المملكة وخارجها لأهميتها في النهوض بالأمم، موضحاً الاستطلاع أن المملكة تعد من أقل الدول العربية التي توجد بها أمية القراءة والكتابة، الأمر الذي يجسد الاهتمام بالتعليم.
كما ذكر الاستطلاع أن المصريين جاءوا في الترتيب الثاني عربياً من حيث إقبال الشعب المصري على شراء الكتب؛ موضحاً أن مصر تنتج ما بين 25 إلى 30 ألف عنوان كل عام، فيما ذكر الاستطلاع أن التقارير الدولية الأخيرة، كشفت عن أن عدد الذين يعانون من الأمية حول العالم يبلغ 757 مليون شخص (فوق 15 عاماً) بينهم 115 مليوناً في مرحلة الشباب، وأن 59 % منهم من الإناث.