فهد بن جليد
نحن بحاجة لتعجيل نظام حماية ورعاية (كبار السن) في المجتمع السعودي! علينا أن ننظر لهذه المسألة بشفافية بعيداً عن (العواطف المُخدِّرة) على طريقة هذه من الواجبات الدينية والفطرة التي لا تحتاج إلى قانون أو نظام؟ كيف نطلب من ابن رعاية والديه.. إلخ من الأسئلة الوردية؟!
والحقيقة أننا بحاجة لتعريف من هو (كبير السن)؟ وما هي حقوقه الأسرية والمجتمعية؟ وتقييم ما يُقدم لهم في مجتمعنا من خدمات وميزات مثل الإعفاء من الرسوم؟ الحصول على تخفيضات وأسعار خاصة... إلخ؟ مجلس الشورى ما زال يدرس مُقترحاً بهذا المعنى؟ يهدف للبحث عن رفاهية ورعاية كبير السن، وحمايته في المجتمع، وحفظ حقوق النفسية والمالية.. إلخ، و لا أعرف لم يتأخر مثل هذا النظام؟!
على مستوى العالم تُعد (الكويت ثم الإمارات) الدولتان الوحيدتان اللتان اعتمدتا (قانون كبار السن) وهو قانون يُجرِّم الأبناء الذين يتخلون عن والديهم أو أحدهما، و يوقع عقوبات رادعة، عقب دراسة ظروف الأسرة؟ ومعرفة مدى حاجة الأبناء للدعم المادي من أجل مساندتهم للقيام بدورهم الشرعي والطبيعي والإنساني في هذا الجانب!
المحاكم الشرعية لدينا سبقت الجميع (بأحكام تعزيرية) على الأبناء العاقين، وهي تحاول نصرة الأب أو الأم التي تتعرّض للتنكر أو التخلي أو التقصير من الأبناء، ولكن الواقع يُسجل أن مُعظم الآباء والأمهات يفضّلون الصمت، وعدم التقدّم بشكوى للمحكمة أو جهات الاختصاص ضد أبنائهم مهما كانوا عاقين بهما، فهما يقبلان (بالعزلة) والجلوس في دار الرعاية أو ما شابه ذلك، وكأن دورهما في الحياة انتهى!
وجود نظام (لكبار السن) سيجعل الأمور أكثر وضوحاً، وربما نظّم وشرّع اجتهاد بعض الأقارب في التدخل؟ وسهّل عمل الكثير من الجمعيات والجهات التي تحاول تقديم الرعاية لهؤلاء، وإيجاد حلول لمشاكلهم.. إلخ؟!
والأهم أنه سيُجبر - للأسف - بعض الأبناء على تأدية واجبهم تجاه والديهم (بقوة النظام؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.