موضي الزهراني
أثارت حفلات المعايدة لهذا العام حفيظة الكثير من المعارضين لها وخصوصاً في الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة المباشرة بالمراجعين، على الرغم من أن المعايدات تعتبر من البرامج الاجتماعية ذات الأثر النفسي الإيجابي على الموظفين، ونوعاً من التغيير في بيئة العمل يمنحهم جرعة من النشاط لما بعد إجازة رمضان! وحيث أكّدت هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» بأن تلك الحفلات ليست نوعاً من الفساد أو هدراً مالياً وخصوصاً أنها كجهة رقابية أقامت حفلاً لمعايدة منسوبيها! إلا أنه من البديهي بأن أغلب الجهات لا تطيل في تلك الحفلات ولا تأخذ وقتاً طويلاً من ساعات العمل، وخصوصاً أن أقسام العلاقات العامة تكون مسؤولة عن تنظيم تلك الحفلات وتحديد برنامجها الصباحي والافتتاحي ليوم عمل حافل بعد إجازة العيد.
ولكن المعارضين لتلك الحفلات برروا ذلك الاعتراض من الجانبين المادي والزمني خاصة إذا تمت المُبالغة فيه! مما يسيء إلى وقت وحق المراجع الذي قد يُهدر بسبب تلك الحفلات التي لا داعي لها أثناء الدوام الرسمي! وعلى الرغم من أن حفلات المعايدة لم تبدأ في الظهور على الساحة الوظيفية إلا في السنوات الأخيرة وقد تمر مرور الكرام لدى كثير من الجهات وقد لا تحدث نهائياً لدى أغلب الجهات النسائية إلا أنها صُنفت بأنها نوع من أنواع «الفساد الوظيفي» الذي قد يسيء للمنشأة نفسها ولمراجعيها! وإن كانت «نزاهة» نشرت على حسابها بالتويتر حفل معايدتها لمنسوبيها وأنها لا تعتبر ذلك فساداً، إلا أنها قد تعتبر فساداً إذا كانت تلك الحفلات مقصورة على كبار الشخصيات فقط في تلك المنشأة، مع إهمال وجود صغار الموظفين وحاجتهم للدعم النفسي والقبول! أو أنها إذا طالت ميزانية المنشأة وذلك لشراء بوفيه الإفطار الجماعي وباقات الورد وحلوى المعايدة، ولكن هناك متطلبات أهم لإدارات المنشأة لم يتم اعتمادها وتأمينها طوال العام! لأنه من المستحيل أن تقل تلك الحفلات عن 2000 ريال لكل جهة! أيضاً إذا غلب عليها النفاق والتملّق للمسؤول فإنها بلا شك فساد يسيء للسلوك الوظيفي العام! لذا وعلى الرغم من أنه طوال العام قد يحدث قصور في كثير من الجهات تجاه مراجعيها أو مستفيديها، ويتم تصنيف ذلك في دائرة الفساد الذي يحتاج لمعالجة وإنهاء لامتداده داخل تلك المُنشأة، فإنه لم يتم تسليط الضوء عليه كمثل ما حدث عن «حفلات المعايدة» التي تعتبر من البرامج الموسمية لكل جهة والهدف منها لمّ الشتات النفسي لمنسوبيها، وتوثيق العلاقات الداخلية ما بين الرئيس والمرؤوس بدون تملّق، وفرصة طيبة للتشجيع على العطاء والاهتمام بالمستفيد، مما يخلق نوعاً من التنافس الشريف ما بين المرؤوسين للحفاظ على مكانة وسمعة المنشأة!