سعيد الدحية الزهراني
منذ أن صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء الهيئة العامة للثقافة في 7 مايو 2016، التي يرأس مجلس إدارتها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، لم يأتِ حولها أي خبر يمكن الاستناد إلى مضامينه فيما يتعلق بآلية عملها، أو على الأقل الخطوات التي يعد لها حاليًا في سبيل بناء مسارات عملها، أو رسم خطوطها التنفيذية العريضة.
قد يُستثنى من هذا ما ألمح إليه الوزير الطريفي خلال جلسات أصحاب المعالي الوزراء ضمن المؤتمرات الصحفية التي عُقدت عقب إعلان خطة برنامج التحول الوطني في رمضان المنصرم؛ إذ أشار إلى أن وزارته تعد لحلقة نقاش موسعة، يحضرها نخبة ثقافية منوعة لتدارس متعلقات الهيئة واتجاهاتها العامة ومجالات عملها.. إلا أن المتابع - كما أسلفت - لا يجد على أرض الواقع ما يدعم هذا التصريح.. وحتى ما يتناقل من أخبار حول إيكال رئاسة لجنة خاصة شكلها للدكتور عبدالرحمن الشبيلي لم يعلن رسمياً عدا أنباء من قبيل «علمت من مصادرها».
المشهد الثقافي المهتم بشؤون هيئته الوليدة بحاجة إلى فهم عام وشمولي لمستجدات هذه الجهة المسؤولة عن تلبية حاجاته وتحقيق متطلباته.. ومن هنا يتوجب على وزارة الثقافة والإعلام تشكيل فريق إعلامي، يتولى مهمة تزويد الرأي العام الثقافي بالخطوات التي تعمل عليها الهيئة، بدلاً من تكريس حالة الصمت التي لا تفضي إلا إلى تشكيل صورة ذهنية سلبية عن الهيئة التي لم تعمل بعد.. فضلاً عن إطلاق التكهنات حول الأسماء القيادية التي ستتولى إدارة شؤونها، بدءًا بمعالي رئيسة الهيئة، ومرورًا بأصحاب السعادة المساعدين أو النواب، وانتهاء بالقيادات التنفيذية في إداراتها..
أستحضر وأنا أكتب هذا الظل الحكمة الشعبية (ما أبطأ بالسيل إلا كبره) في كناية بليغة، تؤشر إلى أن القادم سيفوق التوقعات. وفي حالنا مع الصمت المطبق حيال هيئة الثقافة نرجو أن يعقب هذا الغياب سيل من الأداء المميز الذي لم يؤخر ظهوره سوى كبره.