ناصر الصِرامي
من البرازيل إلى ألمانيا وأخيرًا بريطانيا حيث شيء يشبه المرأة الحديدية، إلى أمريكا الجنوبية وهيلاري كلنتون المتوقعة، ووفقًا لآخر احصائيات وإحداثيات متوافرة. فقد وسعت المرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة الفارق بينها وبين منافسها الجمهوري دونالد ترامب إلى 13 نقطة مئوية في استطلاع لرويترز - إبسوس، وزوجة الرئيس السابق ووزيرة الخارجية تستعد للمنافسة على أكبر كرسي رئاسي على وجه الكرة الأرضيّة.. قد تصبح أول رئيسة لأمريكا، لتواجه وتحارب الإرهاب والفوضى في العالم، وتراقب التدعيات الاقتصادية الدولية..!
«تيريزا ماي» آخر المنضمين إلى نادي القيادات النسائية الكونية لن تكون أبدًا السياسية الأنثى الوحيدة التي تواجه تحديات كبرى، وهي تعيد اليوم للبريطانيين ذكر المرأة الحديدية مارغرت تاتشر.. لكن ماي لن تكون أيضًا آخرهن، أمامها لعنة الخروج من الاتحاد الأوروبي التي قذفت بكاميرون خارج الرقم 10.
في ألمانيا تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لامتحان الانتخابات القادمة الصعبة، بعد تراجع شعبية حزبها في مواجهة نقد حاد لطريقة قيادتها أزمة اللاجئين، ومنح حق اللجوء للاجئين في ألمانيا أكثر مما فعلت أي دولة أوروبية أخرى. وحزبها عمومًا فقد التأييد في الانتخابات المحلية في وقت سابق هذا العام.
وأيضًا رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي تواجه حاليًا عديدًا من الاتهامات فضلاً عن انتشار فيروس زيكا مع اقتراب وقت أولمبياد ريو.
إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه المتاعب إلا أن نساء العالم في حالة انتشاء جديد بعصر مختلف من التحرير والنفوذ، ووصول عشتار إلى عرشها.. وهو احتفاء طبيعي!
لكن ماذا يعني ذلك في عالم السياسة..؟ وهل ستتغير موازين العالم ومعاييره وإِنسانيته؟!، بمجرد وصول امرأة أو أكثر لقمة العمل السياسي والقرار الدولي..؟!
لا يجدر بعاقل أو عاقلة أن يتوقع ذلك، أو يتوقع حدوث انقلاب سياسي إنساني في عالمنا اليوم. فالوضع السياسي العام للعالم أخطر ومتقلب أيضًا.
مشكلات العالم لن تحل بمجرد وصول نساء إلى زعامة دول. المشكلات الحضارية والاقتصادية والسياسية والنزاعات إنتاج بشري بامتياز يتشارك فيه الجميع، وهنا - على الأقل- لا مجال للتميز بين الرجل والمرأة.
إذا غاب التَّميز في معاملة الرجل والمرأة كمواطنيين مكتملي العضوية الوطنية، ستنجح المرأة دائمًا لأنها تعمل وتثابر وتنتج وتتفوق، وليس لأنها امرأة وحسب، طبعًا نتحدث هنا، وهنا فقط عن البيئة المناسبة التي تتيح فرصًا متساوية أو حتى متقاربة للمرأة كما تفعل مع الرجل..!
اللافت أنه وعلى الرغم من وصول النساء إلى القيادة إلا أن تمثيل المرأة إجمالاً وفي العالم هو أقل بكثير من الرجل، الذي يسيطر على مفاصل السياسة والإدارة والقوة العسكرية.
لكن الثابت أن وضع المرأة في العالم سيكون أفضل حالاً، بما في ذلك وصول التأثير ورياحه إلى حدودنا الإقليمية والمحلية، وسيكون وضع المرأة بشكل تلقائي في حالة أحسن بكثير وبوتيرة ربما غير متوقعة، تعزز دورها وفرصها وحضور حقوقها للواجهة سياسيًا واجتماعيًا..!