ما يقارب الشهرين من مشاورات الكويت والميليشيات والمشاورات تراوح مكانها دون أن تحقق أي تقدم سوى بحث المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ عمّا يحفظ له ماء وجهه من خلال تصريحاته التي يحاول من خلالها أن يوجد لجهوده موطئ قدم للخروج بالمشاورات إلى بر الأمان وهي ما تعني النهاية لمشواره كمبعوث أممي إن لم يخرج بحل وإن كان على حساب الشرعية والتحالف وخارج إطار المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي 2216 بتراتبية نقاطه كاملة غير منقوصة.
هناك من يرى أن الميليشيات تسعى لإفشال المشاورات وهو ما قد يعد نظرة قاصرة في رأيي لأن الميليشيات تدرك جيدًا أنها صارت محشورة في زاوية ضيقة جدًا أمام المجتمع الدولي الذي يصر أن تفضي المشاورات إلى حل بأي شكل أو ثمن لكن سيحاول الانقلابيون بالرغم من محاولتهم إعادة المشاورات للصفر أن يحققوا أي مكاسب سياسية من هذه المشاورات تعيد شرعنة انقلابهم على مشروع الدولة والشرعية اليمنية بما يضمن لهم العودة للواجهة السياسية بمظلة الشرعية أكثر من محاولتهم إفشال المشاورات وهو ما تعيه جيدًا الشرعية والوفد الحكومي في مشاورات الكويت.
يحاول الانقلابيون البحث عن مشاركة سياسية ومناصفة في حكومة وحدة وطنية وسيقبلون أيضًا بعودة الشرعية إلى صنعاء بعد أن يكونوا قد ضمنوا تحقيق نجاح في القفز على بنود القرار الأممي إلى عملية سياسية توافقية يكونون جزءًا منها ومن ثم سيعيدون إنتاج الانقلاب بشكل شرعي وتحت مظلة الشرعية التي انقلبوا عليها في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014، والمتأمل لحزمة القرارات التي تعد بعشرات الآلاف في تركيبة مفاصل الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية وأجهزتها التنفيذية سيعرف ويدرك جيدًا تكريس الميليشيات لمفهوم الدولة العميقة إذا ما قررت الشرعية العودة إلى صنعاء لمحاولة استعادة مؤسسات الدولة من هناك وهو ما يعد أمرًا بالغ الصعوبة في ظل تلك التغييرات التي قامت بها ما يسمى باللجنة الثورية وهو ما يعني فشل الشرعية في استعادة المؤسسات والخضوع لسياسة الأمر الواقع هذا بالنسبة للمؤسسات المدنية وتكون حينها عاصفة الحزم وعمليات التحالف العربي المساندة للشرعية قد توقفت وتغيرت كثير من موازين الأمور على الأرض بحساباتهم.
- وضاح اليمن
Yaljazeera@gmail.com