د.ثريا العريض
أواصل معكم استعراض الرحلة بمعية صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد في الولايات المتحدة.. ثم فرنسا.
في واشنطن قابل سمو ولي ولي العهد الطلاب المتفوقين في برنامج الابتعاث في الولايات المتحدة. وأعلن انضمام طلاب ينتظرون تأكيد ضمهم إلى البرنامج بشروط حققوها فعيدوا قبل العيد بفرحة واحتفال.
بعد واشنطن العاصمة والنشاطات الحوارية الأولى توجه أعضاء مختارون من الوفد الإعلامي بتوجيه أعلى عبر وزير الإعلام إلى 6 مدن أمريكية متعددة، هي بوسطن، وشيكاغو، ودنفر، ولوس أنجليس، وسياتل، وسان فرانسيسكو وهيوستن لزيارة المتخصصين العاملين بالمؤسسات الإعلامية والعلمية والبحثية المهتمة بمتابعة مستجدات العلاقات الثنائية السعودية الأمريكية، والعلاقات العالمية بمنطقة الخليج والمنطقة العربية والشرق الأوسط.
كنت ضمن المجموعة المشاركة في سان فرانسيسكو حيث زرنا مقر جريدة سان فرانسيسكو كرونيكل، ومعهد الدراسات والبحوث الاستراتيجية السياسية والاقتصادية في جامعة ستافورد. بينما زار سمو الأمير وصحبه بعض مؤسسات وادي السيلكون المهمة كجوجل، وفيسبوك، وأبل وميكروسوفت، وعقدت اتفاقيات اقتصادية واستثمارية كبيرة.
عدنا بعدها ليجتمع الوفد في نيويورك، حيث قمنا بزيارة مواقع إعلامية وبحثية مهمة شملت اهتمامات ثقافية وإعلامية واقتصادية متنوعة.. فزرنا معهد السلام، ومقر الأمم المتحدة حيث ناقشنا موضوع الإرهاب ودور استباق الفعل الإرهابي بالتعاون الدولي بين الاستخبارات والعمليات لمنع وقوع الخسائر البشرية والمادية التي تفاقمت في السنوات الأخيرة.
عبر كل من قابلنا عن سعادتهم بالاطلاع على المستجدات ورغبتهم في زيارة المملكة. ولا شك أن لكل جهة أهدافها الخاصة في ذلك.
تابعت قنوات الإعلام الأمريكية وبعدها الفرنسية تفاصيل زيارة سمو ولي ولي العهد للولايات المتحدة ونشرت وبثت قراءتها لأبعاد الزيارة وتحليلاتها لها من كل الجوانب سياسيًا اقتصاديًا مستقبليًا. فتناولت عاصفة الحزم والموقف من إيران وتأثيرات الزيارة على الاتفاق الأمريكي الإيراني بشأن برنامج إيران النووي ونشاطها السلبي متدخلة في دول الجوار بمفهوم طائفي.
وقد وضحت اللقاءات الأهداف السعودية الأساسية من الزيارة وهي توضيح رؤية وبرنامج التحول الوطني الطموح وإتاحة الفرصة لانخراط الساحة السياسية والاقتصادية الأمريكية فيه عبر فتح باب المشروعات العملاقة للاستثمار الخارجي والمشاركة في التدريب وتوطين التقنية والتصنيع وتجارة التجزأة والاستثمار بما في ذلك جوانب الخدمات.
وبقدر ما جاء الإعلان عن رؤية وبرنامج التحول الوطني مفاجئًا ومثيرًا داخليًا وعالميًا، فقد كان الانطباع العام عن صاحب الرؤية إيجابيًا في الداخل والخارج حيث اتضح مدى ليس فقط الكاريزما الطاغية التي يحققها في كل اجتماع مع الأقربين والأبعدين من الحضور، بل وقدرته على اختيار تفاصيل التنفيذ لبرنامجه الطموح برؤية مغايرة للمعتاد والمتوقع؛ وحيث استطاع تحويل ظرف سلبي كانخفاض أسعار النفط المصدر الريعي للدخل إلى دافع إيجابي لبدء تحول جذري وسريع في ثقافة واقتصاد السعودية، وعلاقاتها بالعالم الشرقي والغربي خارج دور ها التقليدي كمصدر للنفط..
-وفَّقه الله- وكل المراهنين على تحقيقنا لأهداف التحول القادم.
بإذنه تعالى سنعايش الاحتفال بثمار البرنامج بأسرع مما يتوقع المتسائلون عن مدى طموح مثل هذه المراهنات في إطار ظروف غير معتادة، وإطار إصرار وجرأة وحرص غير معتاد.