د. صالح بكر الطيار
امتدت يد الإرهاب إلى فرنسا ليلة احتفاءها بعيدها الوطني في هجمة دموية أسفرت عن مقتل حوالي 84 وجرح أكثر من 100 شخص وإن لأقدم العزاء إلى فرنسا وشعبها الذين عشت بينهم عقودا من الزمن متآلفين متعايشين كبشر وشعوب نتعارف ونتآلف بأخوة وطيب معشر وصفاء نوايا علمنا إياها ديننا الحنيف في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى ناهيك عن وجود ملايين من المسلمين يعيشون في فرنسا بأمان يؤدون شعائرهم ويمارسون حياتهم بكل أمان .هذا الحادث الجلل والمصاب الأليم الذي نثر الأشلاء والدماء في ليلة احتفال وطنية ذكرني بالإرهاب وأجندته وعنجهية الضلال ولغة العنف التي طالت كل أرجاء العالم تذكرت تحذيرا كان قد أطلقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عندما التقى مع سفراء دول العالم المعتمدين لدى السعودية من الإرهاب ومن الخطط التي يرمي لها الواقفون خلف دعمه ووراء بث سمومه ومصائبه في كل أرجاء العالم ونداء الملك عبدالله رحمه الله للمؤتمر الدولي بالرياض ومبادرته العظيمة بتأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت إشراف الأمم المتحدة ومساهمة المملكة بأكثر من 100 مليون دولار لدعمه في حين غابت أمريكا ودول أوروبا وآسيا عن دعمه مما جعل المشروع يتأخر في التأسيس وهو بلا شك يشكل أنموذجا مميزا في تكاتف الدول ضد الإرهاب وفي دعم الاتفاقيات الموجوده حاليا والتعاون الدولي في مواجهة الفكر الضال ووأد مخططات الإرهاب وحماية المجتمعات والشعوب منه.
وطني كان أنموذجا للعالم في التعامل مع الإرهاب من خلال ما سطره رجال الأمن من جهود ومن ضربات استباقية للمخططات الإرهابية التي كشفت عن مئات الخلايا النائمة ومئات المخططات التي كانت تنوي تنفيذ ماربها وخططها التي صيغت في الظلام حيث تم إحباطها وتم إفشال تلك الحيل وأسهمت تلك الخطط في إزهاق ووأد أهداف الفتنة وكان ولا يزال وسيظل مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة تجربة متميزة في التعامل الأمثل مع معتنقي الفكر الضال وقد أشادت دول عالمية متعددة بالمركز وأهدافة وآليات العمل فيه.
لذا يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن تبادر بعقد الاجتماعات العاجلة لوضع الترتيبات اللازمة وطرح العديد من الرؤى والحلول وعقد المؤتمرات واللقاءات المتواصلة لإيجاد حلول عاجلة وتعاون أمني على مستوى عال جدا لمواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد كل الدول وإعادة النظر في متابعة ما تم الوصول إليه لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب والتعاون في وضع إستراتيجية لمكافحة هذا الداء تمهيدا للقضاء عليه من جذوره.