د.ثريا العريض
أواصل معكم استعراض الرحلة بمعية صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد في الجزء الثاني من الرحلة وكان إلى فرنسا.
ولابد أن أذكر هنا كم تواصل الانبهار بحيوية ولي ولي العهد وشعورنا بالانتماء والوفاء, حين علمنا أنه بعد وصولنا من باريس إلى جدة في نهاية الزيارة، واصل سموه الرحلة ليتناول طعام الإفطار مع حماة الوطن على الحد الجنوبي في نجران.
حمى الله هذا الوطن واستدام استقراره ورفاهه ومستقبل شبابه بتداعم قيادته وصانعي قراره ومسؤوليه التنفيذيين ومواطنيه كباراً وصغاراً ومن الجنسين وكل الطوائف. اللهم هي ليالي القدر نأمل فيها أن يستجاب دعاء كل مخلص لدينه ووطنه.. وكل عام وأنتم والوطن بخير.
بعد الوصول إلى باريس انضم إلى الوفد وزراء آخرون سعوديون منهم معالي وزير الإسكان, ورئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه, بالإضافة إلى متخصصين سعوديين آخرين ممن درسوا في فرنسا. وتابع سمو ولي ولي العهد نشاطه المثير للإعجاب بحيويته، فقابل الرئيس هولاند, ووزير الدفاع وغيره من المسؤولين, بما في ذلك رئيسة لجنة الصداقة الفرنسية الخليجية عضو مجلس الشيوخ مدام ناتالي مريم جوليه. وزار اليونسكو والمعهد العربي الذي قامت المملكة العربية السعودية بدور مهم في تأسيسه ليكون شرفة اطلاع للزائر وحلقة صلة مع الثقافة العربية والإسلامية.
كذلك زار أعضاء الوفد المرافق مجلس الشيوخ الفرنسي بدعوة من السيدة ناتالي التي استضافتهم لوليمة ترحيبية بعد الجلسة الرئيسة التي حضرها وزير الإعلام والثقافة السعودي.. وكذلك زاروا معهد العالم العربي الذي سيستلم مسؤولية إدارته في سبتمبر القادم مواطن سعودي هو د. معجب الزهراني إتماماً لبقية الدورة التي تولت فيها الإدارة د. منى عابد خازندار قبل عودتها إلى السعودية لظروف خاصة.
وأسعدني ضمن الجدول المكتظ أن نحظى بنصف ساعة زرنا فيها أكبر مسجد في باريس بني بدعم من الحكومة الفرنسية للمسلمين. ووجدنا أمام مدخله جنوداً مدججين من الفرقة الخاصة المدربة على مواجهة الشغب. سألنا أحدهم إن كان هناك مستجد أمني دعاهم إلى ذلك في ذلك اليوم بالذات، فكان جوابهم أن المرابطة بدأت بعد أفعال الإرهاب في باريس. وأن كل دور العبادة تحميها فرق مدججة على مدى 24 ساعة. قرأت بعدها بصحيفة ليفيجارو أن مجلس الدولة الفرنسي أقر بناء مسجد في نيس بدعم من السعودية كان عمدة المدينة يرفضه بعذر أنه سيتحول إلى محضن للإرهاب.
ربما فاتني ذكر بعض التفاصيل لهذه الزيارات المهمة حيث جاءت فيضاً من النشاط والتحركات واللقاءات السريعة. حقيقة كانت تجربة بناءة وحافلة وستكون بلا شك خطوة داعمة في الاستعداد للقادم من الجولات يتم فيها تلافي الصعوبات في التنظيم، وتحسين الأداء ومضاعفة النتائج الإيجابية كما يليق بمثل هذا النشاط.
أشكر كل من أسهم في نجاح الرحلة وأسعدنا بتقديم العون والنصيحة والدعم في سفارات وقنصليات المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة وفرنسا وعلى رأسهم سمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود سفير السعودية في واشنطن, ومعالي د. خالد العنقري سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس وكل الدبلوماسيين السعوديين العاملين في البلدين.
وقد وجدنا فيها ممن زرناهم رغبة في المزيد من استيضاح تفاصيل المستجدات والمشاركة في المشاريع القادمة. وكانت التغطيات الإعلامية والصحفية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إيجابية ومتفائلة. وأرجو أن أشارككم شخصياً الابتهاج بأي نتائج مستقبلية تبنى على هذه الزيارة أو أي مشاركات قادمة.