إبراهيم عبدالله العمار
لا مفر من المضايقات في الحياة، لكن هناك أشياء أكبر من أشياء. أن يراك جارك فيمر بدون أن يسلم عليك، هذا شيء كبير، ومعذور من يغضب أو يحزن من هذا. لكن ماذا عن الصغائر؟ هل مرت بك مثل المواقف التالية؟
* عندما يطلب منك أحد شيئاً، مثل قلم، أو معلومة، أو أداة، فتبحث عنها، وبعد فترة إذا وجدتها تذهب لتعطيها له وإذا به قد ذهب لشخص آخر وأخذ حاجته، بدون أن يخبرك! وهكذا ضاع وقتك وجهدك.
* عندما تُرِي أحداً شيئاً يعجبك لكي يستمتع به، فيسخر منه ويعيبه غير مكترث أنك تحب ذاك الشيء.
* سنضايق غيرنا إذا طلبنا شيئاً مثل منديل أو قلم وهبَّ اثنان ممن حولنا كل منهما أعطانا ما نريد، فنأخذ من أحدهما وننسى الآخر بلا شكر أو حتى نظرة.
* عندما يكون أمام بيتك حاوية نفايات، فيرمي الناس نفاياتهم من بعيد من نافذة السيارة إليها ولا تدخل في الحاوية، ويذهبون غير مكترثين أنهم وسخوا ما أمام بيتك.
* تكلم شخصاً بالهاتف وتبدأ الكلام معه، وربما يكون كلامك عن موضوع هام لك، وبعد ثوانٍ من بدء المكالمة يقول لك: «عفواً أنا مشغول الآن، سأكلمك فيما بعد»، ويتشتت موضوعك الهام وتضطر أن توقفه فجأة. إذا كنتَ مشغولاً فلماذا ترد إذاً؟! إنني أُفضِّل أن لا يرد الشخص - وسأعذره أنه منشغل - على أن يرد علي فقط ليقطع المكالمة!
* بما أننا نتكلم عن الهاتف، لا شيء يحنقني أكثر من أن أذهب لألتقي بعض الأقارب أو الأصدقاء وبعد السلام يُخرجون هواتفهم وينشغلون بها. أي اجتماع هذا؟ يقول أكثر الناس أن الهواتف وبرامج المحادثة قرّبت البعيدين، لكن أظنكم لاحظتم أن تأثيرها الأكبر هو أنها بعّدت القريبين! أناس أمامك وبجانبك ومع ذلك يقضون أكثر وقتهم منشغلين بالهاتف وكأنك غير موجود.
* أن يسألك شخص سؤالاً فتجيبه، وبعدها بقليل يسأل غيرك نفس السؤال! لماذا؟ لو أن الشخص الآخر أجاب إجابة تخالف إجابتك فسيضعكما هذا في موقف محرج. ولماذا يسألك أصلاً إذا كان لا يثق تماماً في إجابتك؟
* تكلم شخصاً على الهاتف ويبدو لك من الصوت أنه وضعك على مكبر الصوت (سبيكر) وهو في السيارة مثلاً. لا بأس، تكمل كلامك. تكتشف بعدها بقليل أن هناك أناساً معه ولم يخبرك! تحصل مواقف محرجة بسبب هذا، فقد يبوح شخص بسر أو يقول كلاماً لا يناسب مسامع الحاضرين، والأفضل أن يخبرك الشخص فوراً أنك على المكبّر وأن هناك أناساً حوله.
أحياناً هذه الأشياء الصغيرة تضايق أكثر من أشياء أكبر منها!