فهد بن جليد
متى تكشف لنا الجهات المعنية بالاتصالات، وتقنية المعلومات، خطر لعبة (البوكيمون) من عدمه؟ خصوصاً مع انتشار اللعبة بين ملايين الشباب، وسيطرتها على حياتهم خلال أيام فقط من إطلاقها، وسط تناقض و جدل في التحذير والتحريم، و دعوات معارضة تدعوا للاستمتاع بلعبة حماسية بريئة؟!.
لسنا وحدنا من نعتقد أن لعبة البوكيمون - التي تتمثل في البحث عن وحوش إلكترونية عبر فيديو مرتبط بقوقل - تساعد على التجسس وتصوير الأماكن من الداخل، ولربما وصلت عمليات البحث لمواقع حساسة لا يجب تصويرها، مع عدم شعور (اللاعب المصور) بخطورة ذلك؟ فقد أبدت مُجتمعات أخرى خشيتها وتخوفها من (حمى) انتشار اللعبة؟ مؤخراً تطرقت صحيفة (موسكو فسكي) الروسية، إلى المطالبة بمنع ووقف (اللعبة) حتى تقوم (شركة أبل) بتغيير شروط وسياسات الانضمام إليها، خصوصاً وأنها تجعل الشباب يعيشون في عالم افتراضي، يعزلهم عن حياتهم الواقعية، مع انتهاكهم لخصوصية الأشخاص والأماكن بالبحث في المقابر، والمعابد، وهو ما يصب - بحسب رأيهم - في مصلحة عمليات تجسسية سرية، الإدمان على هذه اللعبة دفع شاباً (نيوزلندياً) إلى تقديم استقالته من عمله قبل يومين، من أجل التفرغ للعبة طمعاً في أن يصبح أفضل صياد (بوكيمون) في العالم؟!.
يمكنك ملاحظة جنون اللعبة على ملامح الكثير من الشباب والشابات والأطفال من حولك، فالكثير منهم منشغلون بالبحث عن (البوكيمون) في الشوارع؟ والمنازل؟ والمكاتب؟ والأسواق والمولات؟ وعند قيادة السيارات؟ بل إن إحدى الصحف الإلكترونية المحلية تحدثت عن جار يسأل جاره هل يمكنني البحث في منزلك عن (البوكيمون)؟ إضافة للكثير من القصص الطريفة، مما يتطلب توضيحاً حول أسرارها؟ ومخاطرها؟ وخفاياها؟!.
المعارضون للتخوف يتساءلون بعدما حذر أكثر من مُتخصص: هل السعوديون يحاربون أي لعبة ترفيهية جديدة في العالم؟! وكأنهم المستهدفون منها؟!.
يبدو الأمر مقبولاً ما لم تقدم براهين أو أدلة على ذلك؟ أو على الأقل توضح الجهات المعنية موقفها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.