- حين تنهي علاقتك بالعمل... تجمع أوراقك لتغادر مكان اعتدت ارتياده طيلة سنوات.. عشت فيه وبين ردهاته أياما جميلة من عمرك هي زهرة عطائك وقدمت ما استطعت بجهد وإخلاص وتفان... تستعيد الشريط لتقرأ الذكريات وتتمعن بالأحداث... تترى الصور واحدة تلو أخرى... من الصعب جدا أن تودع المكان ومن الصعوبة أيضاً أن تودع من كنت وإياهم تشكلون إضاءات وإشراقات في هذا المكان... لكنها سنة الحياة...لست وحدك ولم تكن الأول ولن تكون الأخير... حين تخطو باتجاه بوابة المغادرة تكون الخطوات ثقيلة.... مثقلة بالحنين والتفاتة للوراء تذكرك بكل شيء عشته وتعايشت معه.... لكنه الرحيل من باحة العطاء إلى فسحة أخرى في ميادين الحياة.... كانت هذه اللوحة وتلك الصور أراها أمامي في احتفالية إدارة تعليم القريات وهي تكرم كوكبة من الإخوة المعلمين والمعلمات ترجلوا عن وظائفهم بعد أن أمضوا سنوات وهم يفلحون في أرض العطاء والخصب... كانت المشاهد تغني عن الحديث... لكن الحدث خفف وطأة التقاعد وأشعر هؤلاء الإخوة بحميمية الاحتفاء وصدق مشاعر من احتفى بهم وكرمهم... أحسوا بروعة الصورة ودلالة الوفاء ومعناه... قد كانت خطوة رائدة أن تختتم حياة زميلك الوظيفية بوفاء وعرفان بما قدم وأعطى... كانت تلك الدقائق التي تمر ما بين كلمة وقصيدة تفيض بمشاعر أشعرت هؤلاء الإخوة بقيم ومثل لا زالت.... وأن من الوفاء الوفاء لمن أسهم وأعطى واجتهد وثابر.... مبادرة رائدة من إدارة التعليم بالقريات تشكر عليها وهي ليست غريبة ولو لم تقدم عليها لكانت الغرابة... جهد أظهر بجلاء اللوحة الجميلة للوفاء ونبل القيم وسمو الأهداف وعمق المعنى.
- حضور أعطى للاحتفالية هيبة ووقاراً وكلمات عبرت عن التقدير بكل صوره وألوانه... إنها خطوة تستحق التقدير والثناء وحبذا أن تنتهجها كافة القطاعات لنجسد الوفاء والتقدير ولو بكلمة... فالدرع والشهادة ليستا الهدف ولكن المعاني في صورة التكريم هي ما يعزز المكانة ويجسدان القيمة.
- أما الصورة الثانية فهي تفاعل عدد من رجال الأعمال في تعزيز الشراكة مع إدارة التعليم والتي أعلن عنها خلال حفل المتقاعدين والتي تمثلت في تقديم كل من الأساتذة أنور مرزوق الصايل وحمدان خبيل الشراري ومحمد سلمان الهران الشراري جوائز مالية قيّمة لمناشط تعليمية لا تقل قيمة كل جائزة عن (50.000) خمسين ألف ريال وهي مشاركة فاعلة وإسهام مبارك يستحقون عليه كل الشكر والثناء وهذا إسهام يحسب لهم واجتهاد من إدارة التعليم لقي التجاوب الفاعل..... بوركت الجهود وبورك الإسهام.... واختم بالقول إنه يوم التكريم ويوم للوفاء.