عبد الكريم الجاسر
المتابع لبعض الطروحات الإعلامية والجماهيرية حول ديون الأندية والشروط التي وضعتها الهيئة العامة للرياضة وطبّقتها لجنة الاحتراف يُصاب بالذهول من كيفية تعاطي البعض مع هذا الأمر، حيث يظهر أمران لا ثالث لهما إما الجهل وعدم المعرفة والوعي.. أو التعصب والرغبة في ممارسة مزيد من الضغوط لصالح أنديتهم (علّها تفلح) وأيضاً تشويه سمعة المؤسسة الرياضية والإساءة لكل الأطراف على طريقة عليّ وعلى أعدائي.. (!!) فالجميع يعلم أن هناك معايير واضحة ومحددة أعلنت لكل الأندية من أراد التسجيل فعليه أن يفي بها ويطبّقها عبر تقديم بياناته والتزاماته والتماشي مع الشروط حتى يحق له التسجيل.. وبالفعل هناك أندية تجاوبت وأنهت التزاماتها وقدّمت إثباتاتها وسدّدت التزاماتها وطبّقت الشروط ليحق لها التسجيل وهو ما حدث بالفعل.. في حين لم تحرك أندية أخرى ساكناً وضربت بهذه الشروط والمعايير عرض الحائط ولم تقدّم أي بيانات ليصيح إعلاميوها متهمين الهيئة بالمجاملة وعدم المساواة وتضليل الرأي العام بدلاً من مطالبة أنديتهم بالعمل على تطبيق الشروط وتنفيذ ما تم تشريعه لجميع الأندية..
فأتت كذبة المجاملة والاتهام الذي لم يسئ سوى لأصحابه؛ لأن الجماهير الرياضية لديها الوعي والإدراك ما يجعلها قادرة على معرفة أهداف ومراد أصحاب هذه الدعوات.
أنا هنا لست في محل الدفاع عن الهيئة، فهي لا تحتاج للدفاع خصوصاً في مثل هذا الأمر المكشوف والواضح أمام الجماهير الرياضية، لكنني أتساءل: إلى أي مدى وصل بنا الحال وإلى أي مدى وصلت مصداقية الطرح الرياضي والإعلام الصادق والنزيه في رياضتنا.. فنحن الآن بعيدون جداً عن أي مصلحة عامة وهناك من يكرّس مبادئ العمل القائمة على مبدأ الغاية تبرِّر الوسيلة حتى وإن كانت هذه الوسيلة ستهدم كل مصالح رياضة الوطن.. وبالفعل أصبحنا نعاني من أزمة وجود الإعلام المستقل الواعي والمتعلّم البعيد عن التشكيك والتضليل والتطبيل.. بل إن هذا الإعلام يساهم من حيث لا يعلم في نشر الجهالة وتعميق فكر المؤامرة وإذكاء الشبهات وتوفير الأجواء الملائمة لها.. دون أن تكون هناك فوائد حقيقية جراء مثل هذه الممارسات سوى المزيد من السقوط والإسفاف على حساب رياضة الوطن!
الانتقالات متعة أخرى في كرة القدم
موسم الانتقالات الصيفية بالنسبة لي وعلى الصعيد الشخصي متعة أخرى في كرة القدم.. حيث تضفي مثل هذه الصفقات وانتقال اللاعبين بين الأندية وتبادل الألوان والمواقع متعة وإثارة تزيد من متعة كرة القدم ومتابعتها وتضيف إليها المزيد من الحيوية والتطوير والتغيير.. فاللاعب الذي نشاهده هذا الموسم في هذا النادي نجده الموسم المقبل في ناد آخر، والنجم هناك أصبح لاعباً عادياً هنا والعكس صحيح.. وفي كل موسم يبرز نجوم ويختفي آخرون وتستمر متعة وإثارة كرة القدم عبر صفقات ضخمة تتبادلها الأندية وأموال كبيرة تنقل هؤلاء وتبقي أولئك هنا أو هناك.. ولذلك فإن موسم الانتقالات لا يقل إثارة عن موسم المباريات والمواجهات.. ولعل تبدل مواقع اللاعبين بين الأندية والدول هو عامل جذب إضافي لكرة القدم في هذا البلد أو ذاك ولهذا النادي أو ذاك..
فعلى سبيل المثال فإن صفقات الدوري السعودي مقارنة بما يحدث في دول العالم تعتبر قليلة وقليلة جداً في ظل عدم نضوج الفكر الاحترافي المتمثّل في سهولة موافقة النادي على بيع لاعبيه أو استبدالهم ويكفي لنعرف أهمية ذلك أن نرى الأثر الذي تركته صفقات الهلال وهي تكاد تكون الوحيدة المؤثّرة في الوسط الرياضي والجماهير لكننا بحاجة للمزيد من الانتقالات التي تغيّر شكل الدوري والأندية وتفتح المجال للأموال لتنتقل من هنا إلى هناك وتتيح الفرصة للاعبين ليمارسوا مهنتهم في أجواء جديدة قد تفجّر طاقاتهم أو تؤكد لهم أنهم أخطأوا في الانتقال ولم يحسنوا تقدير وضعهم السابق.. وهكذا وبالتأكيد أن هذا مرتبط أيضاً بوعي الأندية والجماهير وتقبلهم مثل هذا الأمر والتسليم بأن الحياة لن تتوقف على هذا اللاعب أو ذاك وأن كل ناد قادر على تعويض لاعبيه واستبدالهم متى أراد طالما ظلت الأموال تتحرّك بين الأندية!
لمسات
* الصفقة الهلالية الجديدة بالتعاقد مع المهاجم البرازيلي ليو بوناتيني.. ستكون إضافة مميزة للفريق الهلالي.. فاللاعب مكسب للهجوم الأزرق بإمكاناته وسمعته كلاعب واعد في أوروبا يعتبر التعاقد معه للعب في الدوري السعودي نجاحاً هلالياً بكل تأكيد.
* مصلحة المنتخب السعودي لم تراع في جدولة الدوري للموسم الجديد.. فمن غير المعقول أن يلعب الأخضر آسيوياً قبل بدء الدوري مباريات مصيرية بعد انقطاع طويل!
* الأفضل استعداداً وإعداداً وجهازاً فنياً سيكون الأوفر حظاً بالمنافسة على اللقب من بين الكبار!