د. ناهد باشطح
فاصلة:
(( الحق ينام أحيانا لكنه لا يموت))
- حكمة لاتينية -
يبدو أن رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الأستاذ مفلح القحطاني لا زال يعتقد أن الناس يتقبلون المعلومات التي تناقض واقعهم حيث صرح لجريدة الحياة في عددها الصادر يوم الجمعة 17-7-2016 تعليقا على تقرير نشرته منظمة «هيومن رايتس» حول ولاية الرجل للمرأة في السعودية بعنوان «كمن يعيش في صندوق»
القحطاني علق على انتقاد المنظمة بأن نظام الولاية لدينا هدفه حماية المرأة ومساعدتها..
وليسمح لي القحطاني بطرح بعض الأسئلة؟
هل منع الولي للمرأة البالغة من التعليم والعمل والسفر يعتبره حماية أو وصاية ؟
وما رأيه في عدم تطبيق بعض الأجهزة الصحية لحقوق المرأة الصحية التي أقرتها الدولة؟
وما رأيه في أهمية وجود الولي إذا تطلب أي حادث نقل المرأة في سيارة الإسعاف أو دخول الإطفاء إلى المنزل؟
ماذا نسمي رفض ولي الأمر استلام المرأة من السجن وبقائها فيه أو في ملجأ؟
ماهو الارتباط بين حقوق المرأة السياسية وبين حقوقها المعطلة بسبب نظام الولاية؟
ماهو النص الديني الذي يرتكز عليه نظام الولاية لدينا فالولاية في ديننا معيارها ما قاله الرسول الكريم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»؟
هناك أسئلة كثيرة ستواجه القحطاني إذا ما ذهب إلى غرفة انتظار النساء في محاكمنا واستمع إلى القصص المؤلمة لظلم المرأة بسبب ولاية رجل غير أهل لان يكون مسؤولا عن نفسه فضلا عن توليه مسؤولية المرأة!!
كما أنه لو قرأ في موقع تويتر وسم «معا لإنهاء ولاية الرجل على المرأة» لاطلّع على وعي المجتمع الذي لم يعد يقبل بظلم الأعراف التي لا يقرها الدين.
الواقع يقول إن هناك 11130 طلب صك إعالة وولاية استقبلتها المحاكم في مختلف المناطق خلال 2013-2014عن إحصائية صادرة عن وزارة العدل نشرتها جريدة مكة في عددها الصادر في 24 يوليو 2014م
لذلك علينا التحرك جديا باتجاه تحقيق العدالة للمرأة ورفع الظلم الذي ما أنزل الله به من سلطان إذ لم يعد هناك مجالا للتعذر بالأعراف في حصول المرأة على التمكين في المجتمع.