سعد السعود
لست مطلعاً بشكل كبير على قضية التلاعب بالنتائج والتي دارت برحاها على المجزل وقذفت به من الممتاز إلى دوري الدرجة الثانية.. لكن حسب العقوبات الصادرة فاتحاد الكرة وجد ما يدين الفريق وأصدر عقوباته وعلينا انتظار الاستئناف لتثبيت ما صدر أو إلغاءه.
لكن السؤال ماذا لو كان غير المجزل هو من حامت حوله الشكوك.. هل كانت ستفتح الملفات ويتم التحقيق.. أم كان المسؤول سيصاب بالصم.. فيضع بأذن طين وبالأخرى عجين؟!
سؤال بديهي.. تجتره أحداث سابقة.. فضل فيها المسؤولون الانحناء للعاصفة حتى مرورها.. رغم أن بعضها أسالت الكثير من الحبر.. وتناقل تفاصيل تفاصيلها الركبان.. وكشفت عن معطياتها الصحف والبرامج.. ومع هذا لم نسمع همس قرار.. ولم نشاهد حتى ولو بالكلام تحقيقا عما يُدار.
دعونا نعود بالذاكرة لما أثير قبل خمسة أعوام من تسجيلات تتحدث عن محاولة شراء نتائج من فريق نجران.. حيث أبلغ حارس الفريق وقتها إدارة النادي بالاتصالات المشبوهة التي وصلته من مسؤولي فريق آخر.. وتم تسجيل المكاملة ورفعها لاتحاد الكرة من قبل رئيس نجران الأستاذ مصلح آل مسلم.. ماذا حدث بعد ذلك؟ لا شيء يذكر.. لم تفتح صفحة الأمر رسمياً وحفظت القضية أو بلغة عامية (دمدمت) دون معاقبة أي من الأطراف!
ماذا أيضاً عن ما قاله لاعب الدرعية علاء مسرحي عن محاولة الرشوة من وسيط قدساوي قبل عامين.. حيث تم أيضاً تسجيل المكالمة والبعث بها إلى الجهات المسؤولة حسب كلام رئيس الدرعية الأستاذ ياسر الموسى.. وصدر تالياً بيان من القادسية ينفي ذلك.. هل فتح تحقيق بهذا الأمر الخطير.. أما تم (دمدمة) الأمر كالمعتاد.. رغم أن كل الأطراف وقتها طالبت بالتحقيق.. فمن المستفيد من عدم فتح هذه الصفحة في وقتها؟!
وحتى على مستوى لجنة الحكام تحديداً.. الكثير الكثير من الأقاويل قيلت.. والكثير من الاتهامات بحقها سيقت.. ولم يحقق فيما قيل.. فلا الجهات المسؤولة عاقبت المتهم.. ولا هي برأت لجنة الحكام أو رئيسها من التهم.. ولعل أذكر حادثة تصريحات الحكم سامي النمري عبر صحيفة الرياضية من اتهام علني لعمر المهنا بأنه وجهه بعدم إنذار لاعبي نادي ما.. وأن الحكم تركي الخضير تحصل على دوليته بالهدايا.. هل فتحت أيضاً هذه الصفحة.. أم تم مواراتها جثمان الصمت قبل حتى أن تتنفس.. ليتم (دمدمة) الأمر أيضاً.
الكثير والكثير من الأمثلة.. ولاحظوا أن كلها ليست من أندية الضجيج.. ومع هذا لم يقوى المسؤول عن فتح تلك الصفحات.. فبرأيكم ماذا سيكون الحال لو كان بدل المجزل فريق من علية القوم كروياً.. هل ستطاله العقوبات؟ بل هل سيتم التحقيق معه أصلاً؟.. أم تصاب القرارات بـ (أم الركب).. ليعود سلوك (الدمدمة) المفضل للواجهة.. (ولا من شاف ولا من دري).
أخيراً.. لست مع التجاوز عن المجزل إن ثبتت إدانته.. لكني أطالب بذات المسطرة مع كل الحالات المشابهة.. فلا حظوة لا أحد.. ولا حصانة لأي فريق مهما كان الاسم.. ولنا بتجربة إيطاليا خير مثال عندما جرّد اليوفي من لقب الدوري عام 2006 وتم تهبيطه للدرجة الأدنى.. رغم كل ما يملكه من إرث تاريخي.. وما يحظى به من جماهيرية.. وما ينعم فيه من إعلام ونجوم.. ولو حدث فعلاً لدينا نفس الزلزال الذي لا يفرق بين سهل وجبل.. ولا يلتفت لسفح أو قمة.. عندها فعلاً سننعم برياضة عادلة.. ومنافسات نزيهة.. يشعر الجميع فيها بالسواسية.. وحتى تفتح كل الصفحات.. ولا يتم الكتابة بصفحة وتجاهل أخرى.. حتى ذلك الوقت لا ننتظر من الوسط الرياضي تقبل الانتقائية في العقوبات.. والتصفيق لمعاقبة الصغار وترك الكبار.. فالعدل الحقيقي هو الأعمى الذي لا يفرق بين متخاصمين.. فلا يهتم لاسم ناد ولا ينظر للون فانيلة ولا حتى وجاهة مسؤول.. هذا هو العدل الذي ننشده في رياضتنا.. والأمل الذي سيعيدنا للواجهة الآسيوية إن حققناه.. إنّا لمنتظرون..
آخر سطر
«تشبه القوانين نسيج العنكبوت، تقع فيه الطيور الصغيرة وتعصف به الطيور الكبيرة» مثل أمريكي.