«الجزيرة» - الرؤية:
عبرت الرؤية الوطنية 2030 عن مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تهدف لرفاه وسعادة المواطن والمقيم بالمملكة العربية السعودية، فقد نص المرتكز الأول للرؤية: مجتمع حيوي بيئته عامرة على: «تأتي سعادة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا, وسعادتهم لا تتم دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية, وهنا تكمن أهمية رؤيتنا في بناء مجتمع».
وكذلك نصت الرؤية وبشكل مباشر في محور دعم الثقافة والترفيه: (تعد الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة وندرك أن الفرص الثقافية والترفيهية المتوفرة حالياً لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين, ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي نعيشه, لذلك سندعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات, ونفعل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية, ليتمكن المواطن والمقيم من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب. وسنشجع المستثمرين من الداخل والخارج, ونعقد الشراكات مع الشركات الترفيهية العالمية, وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية). ومن المستهدف في مجال الترفيه في برنامج التحول الوطني 2020 زيادة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9 % إلى 6 %.
المجتمع بكافة شرائحه تفاعل إيجاباً مع الرؤية الجديدة، الطموحة، بإدراجها للمجال الثقافي ولصناعة الترفيه ضمن مجالات التنمية، فهي تؤكد استيعابها لاحتياجات المجتمع كما تؤكد إدراكها لأهمية العوامل الفكرية والنفسية والروحية في تنمية الشعوب، فالتنمية ليست اقتصاداً فقط، ولا بنياناً متطوراً فحسب، بل أيضاً بناء مجتمع سليم متوازن قادر على تحقيق أهداف الرؤية وتحقيق هذا الهدف يعني صناعة ضخمة ذات مردود اقتصادي كبير يساهم في تطوير الإنتاج ويخلق فرص عمل كبيرة للمواطنين وينشر الترفيه والثقافة السعودية في محيطها الإقليمي، مع ما لهذا الانتشار من أثر سياسي بالغ لا يخفى على من يدرك أهمية الثقافة.
ومن ثمرات الزيارة الناجحة التي يقوم بها حالياً صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للولايات المتحدة اتفاقه مع مجموعة «سكس فلاجز» أثناء اجتماع سموه برئيسها لتستثمر بمشاريعها الترفيهية داخل المملكة، حيث تعد مجموعة الأعلام الستة للترفيه أكبر مجموعة متنزهات ترفيهية في العالم، كما أنها تعد خامس أشهر شركة من حيث الحضور والشعبية.
وقد تأسست المجموعة في ولاية تكساس عام 1961 على يد رجل الأعمال «انجوس جي وين»، وقد سميت بهذا الاسم كإشارة إلى أعلام الدول الستة التي حكمت تكساس وهي: إسبانيا وفرنسا والمكسيك وجمهورية تكساس والولايات المتحدة الأمريكية والولايات الكونفدرالية الأمريكية.
وتميزت الحديقة في بداية تأسيسها بجولات الجندول والسكة الحديد وبعض عروض الغرب الجياشة وركوب العربة، والتنزه بجزيرة الجمجمة التي تجذب السياح لتميزها بطابع القراصنة، أما في الوقت الحالي، تم استبدال كل تلك المعالم ما عدا السكة الحديدية بغيرها من المعالم كالأفعوانيات والأرجوحات والقوارب المنزلقة والشلالات بالإضافة إلى برج مراقبة.
وتمتلك المجموعة 19 مرفقاً ومدينة ترفيهية بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ومن المنتظر أن تفتتح مرفقًا جديدًا لها في دبي في عام 2019. بالإضافة إلى ذلك، يقدر عدد الزائرين لـ«6 فلاجز» بنحو 24 مليون زائر سنويا، كما يقدر عدد العاملين بها بنحو 1900 عامل بدوام كامل، و27 ألف عامل بدوام جزئي. وبحسب آخر الإحصائيات التي تمت في عام 2015، فإن العائد السنوي للمجموعة يقدر بنحو 1.3 مليار دولار.
وأكد رئيس مجموعة «سكس فلاجز» جيم ريد أندرسون: نحن فخورون في منحنا فرصة للدخول في شراكة لإدخال سيكس فلاجز الى المملكة. وأضاف: إن الاستراتيجية التي تتخذها حكومة المملكة العربية السعودية لتوفير المزيد من خيارات الترفيه لمواطني المملكة تتلاءم مع متطلبات الترفيه التي تتمتع بها سكس فلاجز. ونستطيع ان نوفر الترفيه الذي يتطلع إليه السعوديون ونحن نشارك المملكة رؤيتها بتوفير المزيد من الخدمات الترفيهية.
ولا شك أن هذه الخطوة المتقدمة التي اتخذها سمو ولي ولي العهد تعد من المبادرات الحيوية والهامة التي تعكس أبعاد التحول الوطني المنشود بالمملكة، فالشركة التي سوف تدخل بأحجامها الضخمة للاستثمار في مجال الترفيه بالمملكة تعكس أهمية الاستراتيجية التي تضمنتها الرؤية الطموح 2030، والشراكة سوف توفر المزيد من الخطوات الترفيهية بالمملكة لاسيما أن متطلبات الترفيه التي تتمتع بها مشروعات «سكس فلاجز» تنسجم تماما مع الرؤية في توفير المزيد من الخدمات الترفيهية بالمملكة.
وتأتي هذه الخطوة لتصب في صالح الهيئة العامة للترفيه التي تم تأسيسها مؤخرًا في المملكة وتتناسب مع رؤية السعودية 2030 التي أعلن عنها ولي ولي العهد رئيس مجلش الشؤون الاقتصادية والتنمية.