د. خيرية السقاف
يجتهد الأفراد, وقطاعات عديدة من أجل صيف مبهج, ومجد للصغار, فقد تابعنا ما وضعته المؤسسة التعليمية من برامج صيفية لدعم المواهب, وتعزيزها, وشغل الناشئة في المفيد من الأنشطة التربوية التعليمية, وتلك التي خططت لها أمانات المدن, ومراكز الأحياء, والمكتبات العامة, والجمعيات, بل الأهل..
كل هذا والأهم منه أن يدرب هؤلاء الناشئة على الثقة في اختياراتهم, والضبط لنوعيتها, ووسائلها, بعد أن شاعت الألعاب الإلكترونية, وتلقّفت اهتمامات الكبار قبل الصغار منجزات الإنترنت, وبرامجه السريعة المعتمدة على اللقطة السريعة, والفكرة العاجلة, والمضمون العام الذي في أكثره دخول لتفاصيل, وسراديب مستويات الوعي الفردي, بما فيه غث كثير, ومفيد قليل, الأمر الذي لم يجعل برامج الصيف المبذول لها الجهد, والمال ذات أثر يذكر مقابل ما تفعله الأجهزة الإلكترونية, ومتاحات الإنترنت في الجميع منهم دون استثناء, إذ لا أحسب أنّ أحداَ يقول غير الذي تنقله بأمانة كل المواقع التي يوجد فيها الصغار وبأيديهم جوالاتهم, وبقدرتهم الذكية على مراوغة الأهل, واكتشاف ما لا يدرون, والوقوف على خبرات ليست تناسب أعمارهم, والأشد حرجاً أنهم يعتادون عليها لتصبح رفيقتهم, وأنيسة أوقاتهم, وليس من يتنبّه إلى أخطارها الصحية على أجسادهم, وأعينهم, بل مراكز أعصابهم, ونفسياتهم , وما تخلفه من عزلة يألفونها, وتفرُّد يمارسونه, ومكاسب الله وحده يرى تفاصيلها..
تقول بعض الأمهات: لو أنهم يقنّنون العمر الذي يُسمح فيه للصغار باقتناء أجهزة التواصل, ويوضع ضابط للوالدين يشمل عقوبة لمن يتهاون بتوفير الأجهزة لأبنائه دون تحديد وقت استعمالها, والإشراف الدائم عند استخدامها, وعدم تركهم بمفردهم عند استخدامها, تلافياً لجيل قادم سيكون مشبعاً بأمراض «الأجهزة وتأثيرها, وما يصلهم عنها»..
ذلك لأنّ فئة قليلة في المجتمع من أخذت بصغارها لبرامج الصيف المجدية، على الأقل ليذهب جزء من ساعات اليوم فيها بدل أن يستيقظ الصغار على جهاز هاتف, أو كمبيوتر, أو شاشات ألعاب إلكترونية, وينامون عليها..
والسؤال: كيف هو مصير جيل الأجهزة, ومعطياتها..؟
هل فكر الآباء في الإجابة..؟
إنها لن تكون مفرحة حين يعلمون أنهم المسؤولون عما سيكون عليه حال الصحة النفسية, والذهنية, والعصبية, والفكرية, والوجدانية, بل الأخلاقية لأبنائهم..
ولن يجدي الندم حين ذاك.
والدراسات تترى في شأن الآثار السالبة لاستخدام الصغار الأجهزة الإلكترونية, وألعابها, ومواقعها لمن يشاء الاستزادة.
ولعلّني قد أوفيت لبعض قرائي الأعزاء الذين طالبوني الكتابة في هذا الشأن.