ناصر الصِرامي
لم يكن إعلان شركة أبل، أن لعبة الواقع بوكيمون جو Pokémon Go تمكنت من تحطيم الرقم القياسي كأكثر التطبيقات تنزيلًا من متجر آب ستور خلال الأسبوع الأول من إطلاقها- لم يكن أمرا مفاجئا!.
لكن هوس اللعبة قبل ذلك كان هو المفاجئة،وكيف ينتقل بين العالم بشكل سريع وسلس جدا في عالم افتراضي يزداد تملكا للواقع!. إذ تفرض «بوكيمون غو» على اللاعب البحث عن البوكيمون واصطياده من خلال التجول والمشي في العالم الحقيقي من حوله، حيث تعتمد اللعبة على كاميرا الهاتف بشكل يتيح مشاهدة البوكيمون في البيئة المحيطة للمستخدم عبر شاشة الهاتف، ومن ثم اصطياده من خلال رمي كرة افتراضية عليه وهكذا..
إعلان الشركة الأمريكية ،يأتي بالتزامن مع توقعات محللين بعد أن رفعت أسهم ، وعرضت حسابات للعبة وعملتها للبيع على الإنترنت، وتحول شعار وألوان اللعبة إلى صيحة!، وهي تستعد لجمع أكثر من 3 مليارات دولار كإيرادات من اللعبة خلال العامين القادمين، وذلك بفضل شراء اللاعبين العملة الخاصة باللعبة «بوكي كونز PokéCoins» من متجر أب ستور.
فقد كانت اللعبة قد تخطت حاجز 30 مليون تنزيل في جميع أنحاء العالم على نظامي الأجهزة المحمولة أندرويد وأي أو إس iOS، كما تخطت إيراداتها حاجز الـ35 مليون دولار، وذلك وفقًا لتقرير صادر من شركة SensorTower قبل أكثر من أسبوع.
يجمع دهاء التصميم اللاعبين إشباع غريزة حب التملك والمتاجرة وتعزيز المهارات البشرية، كما البقاء متحفزين ومراقبين للتفاصيل من حولهم،وتنتمي اللعبة، التي تطورها فعليًا شركة Niantic التابعة لشركة ألفابيت (الشركة الأم لغوغل)، إلى نمط الواقع المُعزز، وهي تمزج بين الواقع الحقيقي والافتراضي كي تتيح للمستخدم اصطياد كائنات البوكيمون وتدريبها والمتاجرة بها.
يقول جون نوريس، رئيس قسم المحتوى بوكالة «روكيتميل» الرقمية في مدينة برايتون البريطانية،: «كان سبب تحميلي لتلك اللعبة أساساً هو أن كثيراً من أصدقائي في الولايات المتحدة أصبحوا مهووسين بها».
ويضيف: «إنهم أناس بالغون وراشدون تماماً لكنهم بدون شك يخرجون عن أطوارهم ولعاً بها».
حيث حققت اللعبة في الولايات المتحدة ملايين عمليات التنزيل في أقل من أسبوع.
أرقام فرضها دهاء تصميم اللعبة،وإثارة تسويق مذهل جعل الاستخدام وسيلة لتغلب على الجدل الواسع في كل ثقافة تقريبا مع اختلاف مبررات التحذير والنهي، ليجتمع هكذا وبهوس جميل ملايين العالم في حلقات آمنة للتسلية والترفيه، وكل ماتزداد الإلعاب إثارة، كلما تنجح النماذج في تحقيق عائدات مستحقة.
وبالطبع لم يشتهر التطبيق إلا بعد تزايد الجدال والنقاش حوله. وأحد الأسباب هو أن البعض أثاروا شكوكاً حول حقيقة مفادها أن تلك اللعبة تتجسس، وإدمان ، وغير أخلاقية، كما الجدل الواسع حول حصولها على بيانات المستخدمين.
إذ أنها تطلع على تفاصيل البريد الإلكتروني، وتواريخ البحث، مروراً بالتعرف على محتويات «غوغل درايف» للتخزين السحابي، وذلك عندما يسمح مستخدمو التطبيق أن تطلع اللعبة على حساباتهم لدى غوغل، وكذلك تلك الموجودة على أجهزة تستعمل نظام تشغيل «آي أو إس».
لكن ذلك كله لم يمنع الملايين حول العالم من التعلق بها ومحاولة الوصول إليها والمشاركة فيها، من كل العالم تقريبا!.
إنه إبهار التسويق والتصميم.. و»جوانب نفسية» تتعلق بالعصر.. انقلها هنا لاحقا..