سعد الدوسري
يحاول البعض الترويج لفكرة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي البيئة التعليمية الوحيدة، التي تلائم الطلاب السعوديين، كونها تتساهل معهم وتمنحهم شهادات لا يستحقونها. هذه الفكرة وجدت وقعاً حسناً لدى من يعارض برنامج الإبتعاث، ومن يحاول أن يقلل من شأن مخرجاته. والحقيقة أن هذا الكلام مردود عليه ببساطة، إذ إن المؤسسات التعليمية العريقة التي يدرس فيها طلبتنا وطالباتنا لا تجامل أحداً على حساب تاريخها الأكاديمي. كما أن النجاحات التي يحققها مبتعثونا ومبتعثاتنا تشمل طلبة وطالبات من كل أنحاء العالم، وهؤلاء لن يرضوا أن يتفوق عليهم من لا يستحق أو من لا تستحق.
لنترك الولايات المتحدة الأمريكية، ولنرصد تجربة الابتعاث في اليابان أو في أستراليا؛ هل تحابي هاتان الدولتان طلبتنا وطالباتنا، الذين أثبتوا تفوقهم هناك؟! فمؤخراً، نجح مبتعث سعودي في التفوق على طلاب كل من أستراليا ونيوزيلندا في مرحلة الماجستير وفاز بجائزة التميز الدراسي من بين آلاف الدارسين، ونال الطالب ريان الصليع وسام الجائزة في المحاسبة القانونية، وهو أول سعودي يحقق هذا الإنجاز في هذا التخصص، ولقي فوزه تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي ووصف أكاديميون الجائزة بالمهمة، وطالبوا دعم مثل هؤلاء الطلبة وتحفيزهم.
على من ينظرون للجوانب السلبية، أن يغيروا هذه النظرة القاتمة، فليس هناك أجمل من أن تفتخر بأبنائك وبناتك، حين يحققون إنجازاً، أو حين يتفوقون على أقرانهم من كل مكان في العالم؛ إن لم تفتخر بهم، فمن سيفعل؟! الأجانب؟!