عثمان أبوبكر مالي
في مؤلفي الرياضي (الدنبوشي) الذي يتحدث عن (السحر في الرياضة) اوردت العديد من القصص (الحقيقية) عن ظاهرة الدنبوشي محليا واقليميا ودوليا، وهي قصص واقعية، بعضها تحدث بها أصحابها ووردت في الكتاب بأسمائهم.
كان من بين القصص التي تتبعتها ونشرتها على لسان رواتها (العروض) التي كانت تقدم لرؤساء ومسؤولي بعض فرق كرة القدم في مسابقات الكرة السعودية، بعض تلك العروض كانت تتضمن تحقيق النتائج والفوز بالمباريات بفضل العمل (الدنبوشي) الذي يقوم به (الدجال) لصالح النادي، وكانت عروض بعض (المدنبشين) تتجاوز الفوز في مباراة الى تحقيق الألقاب والبطولات الكبيرة، بغض النظر عن الفريق الذي يقدم له العرض، وعمله ومستواه ومركزه وقدراته وامكاناته وتاريخه في الدوري أو حتى سنوات عمره، ومن الأمثلة المذكورة في الكتاب (على سبيل المثال) ماذكره رئيس أحد الأندية (الصغيرة) بعد صعود فريقه الى دوري الكبر(ان مدنبشا قدم له عرضا، بان يمكن فريقه من تحقيق بطولة الدوري (الممتاز) مقابل مبلغ مادي كبير يستلم (نصفه) فور الاتفاق، والباقي بعد إنجاز المهمة) ولأن الرجل (مؤمنا) وموقنا بالله تعالى؛ مؤمنا بالسحر ووجوده، لكنه غير مصدق بالسحرة (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) رفض الفكرة تماما، لم يوافق ولم يعط (المدنبش) وجه، وانتهى العرض في حينه.
بصراحة تذكرت القصة هذه وغيرها من قصص الدنبوشي، واحداث وقرارات (التلاعب بالنتائج) في دوري الدرجة الأولى تعلن من قبل الإتحاد السعودي لكرة القدم، وهي القرارات التاريخية التي طالت إداريين ولاعبين، وكان (محور) القضية وبطلها المجزل، الذي تحول من ناد (نموذج) ومكافح الى مدان بالجرم المشهود، وتساءلت ولازلت اتساءل (ايعقل هذاـ ويحدث كل هذا من النادي هذا)؟!
ان المجزل ناد صغير في تاريخه وسنواته وإنجازاته، وأكبر إنجازاته (صعوده) الى دوري الكبار في سنوات قصيرة، شاقا طريقه بسرعة الصاروخ من الدرجة الثالثة الى الثانية، فالأولى ومن ثم دوري عبداللطيف جميل وكل ذلك في غضون خمس سنوات، ولابد ان يأتي السؤال، وبعد فضيحة التلاعب التي ثبتت في آخر مباراة للفريق في دوري الدرجة الأولى؛ لابد من سؤال كبير وعريض (من أين لمسيري هذا النادي خبرة أو تجربة، او حتى مجرد التفكير في لعبة (التآمر والتأثير) على نتائج المباريات، وهل كانت من بنات أفكارهم، أم انها نتاج (عرض) قدم لهم أشبه بعروض (الدنبوشي)؟!
كلام مشفر
* نادي المجزل جاء من المدينة الصغيرة جدا، مدينة تمير، التي تقع غرب العاصمة الرياض، ضمن محافظة المجمعة، وهي مدينة لايزيد عدد سكانها على10 الاف نسمة، وسميت تمير بهذا الاسم لكثرة التمر فيها، حيث تقع في وادي ينبت فيه النخل دون زراعة، أتوقع انها مدينة (على السليقة)!
* المجزل نادي صغير وحديث قياسا بالأندية والرياضة السعودية، فعمره اربعون عاما ونيف (1395هـ) ومنافساته في بطولات الأضواء لاتتجاوز الأربع سنوات الأخيرة، هل يعقل ان يأتي منه كل هذا من (الباب للطاقة)؟
* سؤال أكبر وأهم إذا كانت عروض الدنبوشي تقدم للأندية الكبيرة من السحرة، وعلى افتراض (سوء النية) وان هناك عروض (تآمر وتأثير) على النتائج فهل هي تقدم فقط في دوري الدرجة الأولى، أم أن هناك عروضا مشابهة تقدم وتحدث بين الكبار؟!
* كثيرا ما نسمع من مسؤولي بعض الأندية الكبيرة عبارات مثل (نريد منافسات شريفة) او نبحث عن (دوري بلا شبهات) وكانت اصابع الاتهام تشير هنا (وبكل حسن نية) إلى القرارات (الإدرية) مثل عدم تكافؤ الفرص او مواعيد وايام المباريات وغيرها، ولابد ان الأصابع سيتغير اتجاهها بعد هذه الفضيحة التاريخية
* النتائج الكبيرة مثلا التي تحدث في بعض المباريات و(المفاجئة) جدا اسلوبا وطريقة وسيناريو، ستكون حتما موضع (شبهة) ووقوف كبير من النقاد والمتابعين والوسط الرياضي والجماهير المتنافسة.
* حادثة المجزل لم تكتشف من أي جهاز رياضي، لا في هيئة الرياضة ولا في اتحاد الكرة، وانما كما رددت الأنباء (الخلاف) على (المبالغ المالية) هو ما أدى الى الاختلاف، وبالتالي ظهور القضية على طريق المثل العربي الذي يقول (إذا اختلف للصان ظهر المسروق)