د. عبدالرحمن الشلاش
يوم الاثنين الماضي استشهد خمسة من أفراد حرس الحدود أثناء تصديهم لمجموعات مسلحة معادية حاولت اختراق الحدود بقطاع خباش التابع لمنطقة نجران رحمهم الله جميعا فقد دافعوا عن وطنهم ببسالة و أثبتوا بطولة و جسارة وتضحية في سبيل الدفاع عن الوطن و رد الأعداء خائبين منكسرين.
هؤلاء هم المجاهدون الحقيقيون الذين يستحقون الدعاء لهم والترحم عليهم فقد نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن و حماية المقدسات و المقدرات كي يظل الوطن آمنا مطمئنا وعجلة التنمية تدور دون توقف والناس يمارسون أعمالهم اليومية بصورة طبيعية.
وقف الأبطال يدافعون عن وطنهم بشجاعة فهو يستحق الفداء والدفاع و الذود عن حياضه وليس كما يزعم أصحاب الفكر الأخرق حيث يعتبرون الوطن حفنة من التراب، ولذلك فهو لا يستحق الدفاع عنه، وقتال المعتدي عليه لا يعتبر من الجهاد لأن الجهاد في نظرهم يتمثل في النفير مع الجماعة لقتال أعداء الإسلام في أي بقعة من بقاع الوطن الإسلامي كما يقولون بمفهومه الشامل وليس الضيق، وروج لهذا الفكر شيوخ التحريض وببصائرهم التي أعماها الله شجعوا الشباب بخطبهم ووعظهم على المنابر للخروج وأن من لا يخرج لقتال أعداء الدين لا تبرأ ذمته، وأن دخول الجنة لا يستلزم أكثر من لبس حزام ناسف أو قتل أكبر عدد من الأبرياء!
طبعا مصطلح أعداء الإسلام مطاط ويخضع لتوجهات تلك الجماعات الحزبية، فالحكومات في نظرهم كلها كافرة، ورجال الأمن كفار، والشعوب التي ترضى بتلك الحكومات منحرفة، ومن يعمل معهم منافق أو مداهن أو من العصاة وبناء عليه تحل دمائهم جميعا. حين أطل تنظيم داعش القذر وظهر على الساحة جيش أعداء الوطن الشباب للالتحاق به وحثوهم على الخروج باعتبار القتال هناك جهادا في سبيل الله بينما سكتوا و لم يدعوا الناس للدفاع عن وطنهم.
وطن يضم مقدسات المسلمين ومهوى أفئدتهم لا يستحق في نظرهم الدفاع عنه حتى ولو كان العدو مختلفا معهم في المنهج والتوجه . العدو الحوثي الطامع ومعه المخلوع صالح لم يحرك عدوانهم على وطن الإسلام في هؤلاء شيئا بينما يعدون ما يفعله الإرهابيون جهادا في سبيل الله مفارقة عجيبة و مؤلمة.
هؤلاء هم الشهداء الحقيقيون بمشيئة الله دفاعا عن بلاد المسلمين ومقدساتهم، وحرب عقد لوائها ولي الأمر وباركها العلماء وساندها الشرفاء حماية لوطن الإسلام وليس دفاعا عن جماعات الإرهاب التي زجت بالمغرر بهم ليكونوا ضحايا لفكرهم الضال ومنهجهم المنحرف. رحم الله شهداء الواجب الذين قضوا في ميادين الشرف والكرامة وجبر كسرنا فيهم والواجب على خطباء الجمعة غدا الإشادة بجهادهم و ببطولاتهم والدعاء لهم فهم فقط من يستحقون الدعاء ولا يعفى من هذا الواجب أي خطيب.