د.عبدالعزيز الجار الله
كشف منسق لجنة القبول الموحد للطلاب بالجامعات الحكومية في منطقة الرياض د. عبدالعزيز العثمان عن حقائق غير مرضية، ليعيدنا إلى المربع الذي يُعتقد أننا تجاوزناها منذ حزمة حلول 2006م. ذكر د. العثمان نتائج القبول الموحد، (6) جامعات حكومية رُشح للقبول فيها (23555)، بمعدل تقريبي (4000) طالب لكل جامعة، وهذا يعادل مجموع (6) ثانويات فقط بمدينة الرياض، علماً أن خريجي الثانوية على مستوى المملكة (400000) أربعمائة ألف طالب وطالبة. أذن نحن في دائرة ضيقة جداً، وحلول: الدبلومات وكلية المجتمع وبرامج الانتقالي والتعليم المستمر، ومراكمة الطلاب في السنة التحضيرية لم تصبح مجدية، فلابد من خارطة طريق لتحرير الجامعات من البيروقراطية السالبة، والخروج من دائرة الفلسفات المتعاركة: الجامعات للنخب وليس للعامة، الجامعات لا تخضع لأمزجة وأفكار رجال الأعمال المتقلبة، التعليم للتعليم وليس للوظائف، نحن أي الجامعات نُعلِّم ولا نُوظِّف، الجامعات لا (تفصل وتخيط) للوظيفة. هذا العراك ما بين إدارة الجامعات وبين إدارات التوظيف في الدولة والقطاع الخاص لابد أن يتوقف ونوجد الحلول للأجيال.
لابد أن ينتهي هذا الصراع الذي لازمنا طويلاً وفشلنا في تخطية، صفحة تعليمية اقتصادية لابد أن تطوى، كما تجاوزتها معظم الدول وحولت التعليم الجامعي إلى اقتصاد معرفي تبيع هذه الخدمة أشبه بالشركات الإنتاجية، حولت المعرفة إلى سلعة تباع مثل النفط والغاز والمعدات والسيارات وغيرها من السلع الإستراتيجية، ولا نبقى عالقين وغير قادرين في الدخول إلى عالم التحول الوطني (2020) الموعودين به، أو عالم الرؤية السعودية (2030) التي تشكل لنا الحلم الذي نتطلع إليه، إذا فشلنا في أول اختبارات التحول وأصبح القبول مشكلة تعليمية وتخطيطية واجتماعية، وفشلنا لسنوات طويلة لحل أزمة القبول في الجامعات باستثناء حقبة قصيرة مرت بلا منغصات القبول، فإننا سنفشل في العمليات المركبة.
إدارات الجامعات الجماعية والمنفردة ومجلس الجامعات عليهم مسؤولية حل مشكلاتهم: القبول الإلكتروني واليدوي، وفق رؤية شفافة وواضحة لأننا أمام فضيحة حضارية وتخطيطية. إذا فشلت جامعاتنا وهي بيوت الخبرة، والنخب المتعلمة والمثقفة، والتي تضم في كل جامعة كليات وتخصصات: الإدارة والحاسب، والهندسة، والقانون، والمحاسبة، والعمارة والتخطيط والاقتصاد وغيرها من التخصصات المعنية في التخطيط والتطوير وتفشل في إدارة نفسها وطلابها فهذه كارثية.