ناصر الصِرامي
تويتر أحد أفضل 25 «لعبة» من بين الألعاب التي غيّرت العالم!. لكن هل موقع تويتر لعبة فيديو؟!.
الإعلامي البريطاني (تشارلي برووكر)، أشار إلى أن تويتروبكونه واجهة المستخدم ونظامها التنافسي المعتمد على النقاط (أي عدد المتابعين أو المعجبين، المتفاعلين على سبيل المثال). يجعل من وسائل التواصل الاجتماعي أقرب إلى شكل الألعاب لعبة، فكرة قد تبدو للوهلة الأولى غريبة ربما!.
لكن عند أخذ تطبيق -لعبة- «بوكيمون غو» بعين الاعتبار، فإن ذلك قد يبدو أقرب للفهم.
العالم النفسي أندرو بشيبيلسكي، من «معهد أوكسفورد للإنترنت»، بحث الميزات الأساسية التي تجعل ألعاب الفيديو ناجحة. وتتراوح هذه الميزات ما بين كونها موجهة بالضبط حسب درجة الصعوبة المناسبة للاعبيها بقدر ممارستهم لها؟ وتعاملهم الاجتماعي مع الآخرين.
على سبيل المثال، من إحدى الصفات الحاسمة للعبة «بوكيمون غو» هي أنها تعتمد على تقنيات يمتلكها الكثيرون ويألفونها بالفعل، وهي هواتفهم الذكية ونظام التموضع العالمي «جي بي إس.
العامل الآخر هو الحنين إلى الماضي. فالعديد من معجبي لعبة بوكيمون غو، اشتاقوا إلى ذكريات عناوين بعض تلك الألعاب التي تعود إلى عام 1996، عندما طُرحت النسخة الأولى من تلك اللعبة في الأسواق.
كما أن حقيقة تداول الناس للعبة البوكيمون بهذا الشكل غير المعتاد مرة أخرى، أحيا الذكريات لدى معجبي اللعبة من الجيل السابق. ويبدو واضحاً أن لعبة «بوكيمون غو»، على الأقل، حققت هذا الشيء بالنسبة للبعض. ومعها يشعر اللاعبون بالثقة، ويشعروا باستكشافهم لشيء ما، ويتواصلوا اجتماعياً مع بعضهم البعض. ويبدو أن تلك اللعبة كانت موفقة من هذه الجوانب المهمة.
لقد حوّلت تلك الخصائص لعبة «بوكيمون غو» إلى ظاهرة عملت على إعطاء اللعبة بعداً آخر للهوس الجميل. والأهم اليوم أنها تتمازج بشكل ممتاز مع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتيح فرصة توحيد المعلومات ومشاركة ما يمر به الشخص على مواقع مثل ريديت، وسناب شات، وإمجور وغيرها.
لذا، فإن «بوكيمون غو» تُلعب ليس فقط ضمن التطبيق الرسمي، ولكن أيضاً عبر قنوات التواصل الاجتماعي!.
هنا بدأ علماء النفس في إدراك وفهم السبب الذي يجعل مواقع التواصل الاجتماعي مسلية إلى هذا الحد، وإحدى الأوجه التي تنال اهتماماً خاصاً هي فرصة ابتكار صناعة وتجريب أحاسيس الإنسان عن ذاته.
قد نقوم بذلك بعيداً عن الإنترنت أيضاً، ولكن تتاح أمامنا على الشبكة العالمية احتمالات مختلفة، ومكافآت نفسية ومعنوية مختلفة تشبع فضولنا وحاجاتنا، مثل أصدقاء جدد، أو تزايد مستويات ردود الفعل على الشبكات الاجتماعية.
مهم أيضاً أن نتابع العديد من القصص على مواقع الإنترنت عن لاعبي «بوكيمون غو»، ممن يلتقون صدفة ببعضهم البعض خلال ممارسة اللعبة، وبالتالي من الواضح أن اللعبة هي عملية التفاعل الاجتماعي كذلك سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية، أو وجهاً لوجه، وهو أمر مثير.
«بوكيمون غو» قد تكون اللعبة المثالية لعصر التواصل الاجتماعي، كما أن استعمال وسائل التواصل هيأتنا للمرور بهذا النوع من الخبرات والتجارب، يقول بشيبيلسكي: «إن الزمن المعاصر درب الناس لكي يلعبوا بوكيمون غو».
والطريقة التي تُلعب بها تلك اللعبة والهوس بها، جعلت مؤسس الفيسبوك «مارك زوكربيرغ» يتحدث ويبحث عن طرق مختلفة تجعل من وسائل التواصل الاجتماعي تحقق هدف مهم إلا وهو: «المشاركة بدون مشاحنات».
بل وبدون الخناقات والصراخ والعويل والوصاية كما في الحالة العربية بشكل اوضح.. أليس هذا ما نبحث عنه جميعاً أيضاً..؟!.