د. محمد عبدالله الخازم
يقدم معهد الأمير سعود الفيصل الدبلوماسي دورات دبلوماسية متنوعة، وقد حضرت إحداها واستفدت منها في التعرف على بعض الأعراف والمفاهيم الدبلوماسية المختلفة. ومن ضمن ذلك، حقوق وواجبات الدبلوماسي أو من يحمل الجواز الدبلوماسي والمراسيم وغيرها.
أشير إلى ذلك كمقدمة لطرح فكرة، يبدو أننا بحاجة ماسة لها، تتمثل في تقديم دورات تتعلق بالأعراف الدبلوماسية وما يعرف بفنون (الإتيكيت) الدبلوماسي والاجتماعي.
متمنياً أن تقدم مثل تلك الدورة لكل من يتسلم منصباً حكومياً رفيعاً في الدولة.
مبرر هذا الاقتراح، هو ما نلحظه من تفاوت وأحياناً ضعف في الذوق - مثلاً - في مجال اختيار ملابس وطريقة تعامل المسؤولين السعوديين، عندما يكونون في الخارج. نحن لدينا (الإتيكيت) أو العادات السعودية المتعارف عليها في مناسباتنا المحلية وهي ليست بذلك التعقيد، بحكم توحيد لبسنا في الثوب والبشت ومحدودية ألوانه، لكن تظهر المواقف غير الموفقة أحياناً في المناسبات الخارجية، حيث لا يقدِّر البعض أنّ لكل مناسبة ولكل موقف أصولاً وطريقة محددة في اللِّبس وفي استخدام الإكسسورات وغيرها من الأمور ذات العلاقة.
الجانب الآخر في هذا الشأن، هو حول لبس الزي الرسمي - الثوب والبشت - من عدمه، حيث نجد تفاوتاً في هذا الشأن في المناسبات الخارجية. فقد تجد أكثر من مسؤول سعودي في مناسبة أو مهمة رسمية واحدة، إلا أنهم متفاوتون في اختياراتهم بشكل ملفت وكأنه لا يوجد (كود) لبس واضح لدى المسؤول السعودي. أو كأنّ الأمر اجتهاد شخصي وحين لا يكون موفقاً، يرتد تندراً على المؤسسة الرسمية وليس على الشخص فقط. هناك تعليمات ويبدو أنها لا تطبق أو أنها غير واضحة التفاصيل أو أنها لا تطابق متطلبات الواقع، كتلك التي تطالب بلبس (البشت) في جميع المناسبات الرسمية العليا دون تفصيل واضح. ربما تحتاج مراجعة وتوضيحاً.
لست ألوم الأفراد في هذا الجانب، فهناك ثقافة محلية وثقافة دولية عامة وثقافة تخص البلد أو المكان الذي يتم زيارته، سواء ثقاقة تتعلّق باللِّبس أو السلام أو الأكل أو غير ذلك، و ليس كل مسؤول ملماً بتفاصيلها. هنا يأتي دور جهات البرتوكول في المؤسسات وفي السفارات وغيرها. يجب تجاوز كون بعض المسؤولين يستحي في السؤال عن البروتوكول وبعض المساعدين - إذا كان يعلم - يخشى أن ينتقد أو يخبر رئيسه بما هو المفترض في هذه المناسبة أو تلك. في الغرب لا يعتبر عيباً السؤال عن (كود) اللِّبس المناسب للمناسبة، إن لم تكتب في بطاقة الدعوة، لكن طبيعتنا كسعوديين أو شرقيين، بما فينا المسؤول، نستحي في طرح ذلك السؤال، وأحياناً لا نتعرف عليه مسبقاً حتى نكون مستعدين له قبل سفرنا...
لذلك أقترح أن تنظم دورة وتطبع كتيبات صغيرة لهذا الغرض لكبار المسؤولين ومسؤولي المراسم في الوزارات حول الإتيكيت الدبلوماسي والرسمي، وأعتقد أنّ أقدر جهة على عمل ذلك هي المعهد الدبلوماسي، حيث يعتبر ذلك جزءاً من مهامه في تحضير الدبلوماسيين السعوديين في كافة أنحاء العالم.