فهد بن جليد
قد تبدو الفكرة مجنونة، ولكن لنتخيلها مع بعضنا!
المرجع في ذلك باحثون في معهد ميلبون الأسترالي، قاموا باختبار للذاكرة والقدرة المعرفية، وتوصلوا إلى أن الدوام لأكثر من 25 ساعة أسبوعياً سواءً كان العمل (رسمي أو جزئي) هو أمر مُضر بالدماغ، ويبدأ (الذكاء السائل) لدى الإنسان بالتراجع، والكفاءة تقل، فزيادة ساعات العمل أو قلتها عن المعدلات الطبيعية تؤدي إلى أضرار نفسية وذهنية واجتماعية عديدة.
لو تم زيادة وقت الدوام في اليوم الواحد (ساعة واحدة) ليصبح 8 ساعات، وقسمّنا الموظفين إلى (فئتين) كل فئة تعمل (3 أيام) في الأسبوع فقط، سيتم القضاء على البطالة نهائياً، ولتم على أثر ذلك توظيف (ضعف) عدد الموظفين حالياً، ولكسبنا (يوم عمل) إضافي جديد في الأسبوع، ولتغيّرت نفسية الموظفين، ونتج عن ذلك استغلال أكبر للموارد، وزيادة في الكفاءة، وتقديم خدمات أكثر.. سننتهي حتماً التصرفات السلبية، والإجازات المرضية، وسنقضي على البطالة المُقنعة، وسنعطي الموظف (وقتاً أكثر) للاهتمام بصحته، ولتربية أولاده (تربية صالحة) والاهتمام بمنزله وعائلته، لمواجهة كثير من الظواهر الاجتماعية والأمنية السلبية التي نواجهها اليوم، والسبب كما يُرجعه الكثير من الخبراء تفكك الأسرة، وانشغال أفرادها (بالصراع الوظيفي) من أجل البقاء ومواجهة المُتطلبات الحياتية، ولكسبنا مُقابل ذلك زيادة في (الروابط الاجتماعية)... لك أن تتخيل (الآثار الإيجابية) الناتجة عن هذه الخطوة؟!
كل فكرة لها مؤيدين ومُعارضين، خصوصاً إذا ما علمنا أننا في حاجة إلى دعم (مالي أكثر) يغطي الكلفة الناتجة عن هذه الخطوة، ولكن هذه الأموال لا قيمة لها مُقابل تغيِّير ثقافة المجتمع، وقدرته الإنتاجية، عندما نقوم بدراسة مثل هذه الفكرة قد نتفاجأ بمكاسب أكبر من الناحيتين (الاقتصادية والاجتماعية) خصوصاً، ومن نواحي أخرى عديدة تتعلق بالسلوك الفردي والمجتمعي، وطريقة نظرة الإنسان للحياة عن بعد.
التفكير (خارج الصندوق) مطلب، وهذه إحدى الأفكار، من يدري لرُبما تم تطبيقها في (يوم ما)؟
وعلى دروب الخير نلتقي.