«الجزيرة» - المحليات:
افتتح فخامة الرئيس جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا مساء أمس، المؤتمر الدولي «وسطية الإسلام لمكافحة الإرهاب والطائفية» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع مجلس علماء إندونيسيا، بحضور الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وذلك بمحافظة نوسا تنغارا الغربية بجزيرة لومبوك الإندونيسية.
وأكّد فخامة الرئيس الإندونيسي في كلمته أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والطائفية ونبذ التطرف والغلو, إضافة إلى إبراز القيم الإسلامية السمحة, وتوسيع آفاق التعايش السلمي بين الشعوب، داعيا العلماء والمفكرين والدعاة إلى بذل الجهود في محاربة الأفكار المنحرفة والضالة، موضحا أن الإسلام يدعو إلى الوسطية والاعتدال وينبذ التطرف والغلو.
من جانبه أشاد الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي، بالجهود المميزة التي تبذلها المملكة العربيـة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد،- حفظهم الله - في التصدي للإرهاب والطائفية, ونشر الاعتدال والوسطية، ومكافحة التطرف والإرهاب.
وأكّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن التطرف الذي يؤدي إلى العنف والإرهاب، باسم الجهاد أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو إصلاح أحوال الأمة والنهوض بها، من أعظم ما ابتلي به المسلمون في هذا الزمن العصيب, متمنيا أن يسهم المؤتمر في تعزيز وحدة الأمة، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك والمواقف، ومواجهة المنازع الطائفية الممزقة، والمسالك المتطرفة التي لا تزيد الأمة إلا ضعفاً وانتكاساً وبعداً عن دينها.
وقال: «لا يخفى ما حبا الإسلام به العلماءَ من الفضل وأحلهم فيه من المنزلة، إذا عملوا بعلمهم وأدوا رسالتهم تجاه أمتهم، بثاً للعلم بين فئاتها، ونصحاً لأئمتها وعامتها، وحثاً على إقامة دين الله والاجتماع عليه والتعاون فيه، وتحذيراً من الجهل والتخاذل والتدابر، التي يضعف بها الدين وينتشر الفساد، وينفرط عقد الجماعة، وتذهب الهيبة، وتظهر الفرق والتيارات المنحرفة».
وأضاف أن الإعلام بمؤسساته ووسائله المختلفة، يجب أن يعزز في المتلقين الانتماء الديني والوطني، وأن يسهم في حماية المجتمع من الانحراف والابتعاد عن القيم الأصيلة التي تحكمه، وأن ينمي الوعي بالقضايا والمشكلات التي تهم الوطن والمجتمع.
وبين أن رسالة العلماء تتلخص في نشر العلم الشرعي، والفتوى في النوازل، ومعالجة القضايا الشرعية، وحراسة الدين من التحريفات والتأويلات الباطلة، في مفاهيمه وأحكامه ومقاصده، التي تصدر من المضلين الذين لا يخلو منهم زمان, إضافة إلى التصدي للتطرف الذي يصدر عن بعض التنظيمات والجماعات، التي تمارس العنف والإرهاب بدعوى إعزاز الدين والذود عن حرمات المسلمين، وتنشر فهماً شاذاً مختلاً، في المصطلحات الشرعية ذات العلاقة بالأحكام السلطانية، كالجهاد والحدود والحسبة والقضاء، والعلاقات مع غير المسلمين أفراداً ودولاً.
وأفاد الدكتور التركي أن من أبرز ما يسهم في تنامي التطرف في العالم الإسلامي، النشاط الطائفي الذي بدأ يظهر في العديد من الدول الإسلامية، ويروج له عبر مجموعة من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، مستهدفاً تمزيق الأمة الواحدة، وصرفَها عن إصلاح أحوالها، إلى الاشتغال بجدل لا ينتهي في قضايا تاريخية، والطعنَ السافر في الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات، والسلف الصالح الذين على أكتافهم رفع عمود الإسلام، وانتشر الدين في المشارق والمغارب، ووصلت دعوة الإسلام إلى مختلف الشعوب، وما زالت تضحياتهم مخلدة في سجلات التاريخ.
وأضاف إن من الأهمية بمكان أن يبذل علماء السنة جهوداً كافية، في تبصير الناس بما ينطوي عليه المشروع الطائفي من تهديد لوحدة الأمة واستقرارها الفكري والسياسي، مما يجعل من الواجب والضرورة التصدي له، وإدانة ما يصدر عن الجهات المرتبطة به، من حملات إعلامية مسيئة لأهل السنة والجماعة.
وأشار الدكتور التركي إلى ما أدى إليه التدخل الطائفي في العراق والشام واليمن، من تضاعف المآسي على شعوبها، وتهديده بالتمزيق والفوضى والفقر والخوف والمشكلات العويصة، وفتح الباب للتدخلات الأجنبية، وتنامي الإرهاب، في هذه الظروف الحالكة التي ينبغي أن يتناسى فيها المسلمون خلافاتهم وخصوماتهم، ويبحثوا عن كل سبب يربط بعضهم ببعض، ليتعاونوا على تخفيف التحديات وتجاوز المحن.